صدى الأخبار
بقلم الإعلامية الكاتبة دينا شرف الدين
أعود و أتحدث من جديد عن التريند المصري الذي يحتل بكثافة قائمة العلماء و المبدعين بمختلف بقاع الأرض ، ليتردد اسم مصر مراراً و تكراراً بالعديد من المحافل الدولية و أهم كيانات و صروح الدول ،
تلك القائمة التي تمتد لآلاف السنوات لتعتليها أسماء المبتكرين المتفردين بشتي مناحي العلوم و الفنون و الآداب ، و التي باتت الدليل و المرجع و المصدر الأول لكافة الاختراعات و الإبداعات لمختلف شعوب و حضارات الأرض ، لتظل ممتدة دون انقطاع حتي يومنا هذا ،
فكلما تصورت أنني قد فرغت من سلسلة التريند المصري بالآونة الأخيرة ، وجدت أن القائمة تكتظ بالمزيد من الأسماء لتطول يوماً بعد يوم ، لعلني أتمكن من مواكبتها.
و عن بطل التريند المصري بمقال اليوم:
فهو ” الدكتور أنيس حنا ”
الباحث فى كلية البرت انيشتين بنيويورك _ الولايات المتحدة الاميركية ،البالغ من العمر ٢٨ عاما ..
و الذي تمكن من التوصل للجينات المتحكمة فى علاج جلطة القلب، القاتل الأول للبشر فى العالم
-ولد أنيس حنا، في أسيوط وانتقل مع أسرته إلى الإسكندرية وهو بالعاشرة من عمره ،
– تعلم أنيس في الإسكندرية وتخرج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 2017.
– و قد تحدث عن عشقه للتراتيل وعزف الناي، حيث يملك صوتاً جميلاً، بشهادة أبناء كنيسته، ما جعله أحد أعضاء كورال «قلب داود»، أشهر الكورالات المسيحية، بالإضافة إلى كورال كنيسته.
—كانت عبارة «جلطة قلبية» تصيبه بالفزع، منذ طفولته التي كانت بإحدى قرى صعيد مصر لأنه كان يعلم مسبقا أنها نذير موت محقق.
– حصل حنا على تمويل من منظمة القلب الأمريكية لمشاريعه البحثية في جلطة القلب، لمدة سنتين، حول العلاج الجيني لجلطة القلب وقدرتها على منع تدهور الجلطة لفشل في عضلة القلب، وذلك عن طريق تعديل في جينات حيوانات التجارب،
وعلى حد كلامه: «نعملهم جلطه زي اللي بتحصل للبشر، وندرس تأثير الجينات دي في نسيج القلب، واذا كان التعديل الجيني بيحسن وظايف القلب بعد الجلطة».
– و قد أكد حنا ،أنه توصل إلى نتائج مبشرة عبر دراسات تم نشرها في أهم المجلات العلمية بشأن أمراض القلب، مرجحاً أن التجارب التي نجحت على الفئران سوف تحتاج لوقت من 3 إلى 5 سنوات لإنتاج دواء صالح للبشر يخلصهم نهائياً من جلطة القلب والنوبات القلبية بمجرد حدوثها.
يتذكر أنيس حنا، فى إحدي تصريحاته التليفزيونية، قريته فى محافظة أسيوط، عندما كان الأهالى يتناقلون أخبار أمراض القلب برهبة شديدة، ما كان دافعاً قوياً لاختياره هذا التخصص تحديداً ، في محاولة لفك طلاسم هذا الشبح الذي كان له و لبيئته المحيطة بمثابة فزاعة كبيرة.
* يقول «حنا»:
«المحور الأساسى لأبحاثى كان اكتشاف الجينات المسؤولة عن شفاء نسيج القلب المتضرر من الجلطة، وعلى مدار أربع سنوات من البحث اكتشفت مع فريق بحثى فى كلية ألبرت أينشتين أهم الجينات المتحكمة فى التهابات وتليف عضلة القلب ، و كانت من أهم الجينات التى اكتشفناها ما يسمى Smad3، وهو مهم جدا فى تفاعلات السيتوكين cytokine signaling، وأثبتنا ذلك فى دراسة نشرت فى دورية (أبحاث الدروة الدموية)»، وهى من أهم الدوريات فى مجال أبحاث القلب على مستوى العالم ، وأدخلنا تعديلا على هذا الجين فى الخلايا المسببة لالتهاب القلب فى حيوانات التجارب، وأخضعناها لجلطة قلبية كما يحدث فى البشر، واكتشفنا أن هذا الجين مسؤول عن تنشيط هذه الخلايا لإزالة بقايا الجزء التالف من القلب ، و بعد انتهاء عمل هذه الخلايا يسبب الجين تحور خلايا الالتهاب إلى خلايا مفيدة فى تثبيط الالتهاب وشفاء عضلة القلب، بالإضافة لحماية الجزء العضلى المجاور للجلطة من التلف.، حيث أسهم هذا التعديل الجينى فى نجاة فئران التجارب بعد الجلطة».
وبالنسبة لسعر العلاج، يقول حنا:
«البحث العلمى مكلف جدا، ففريقنا البحثى مثلا يحصل على نحو 3 ملايين دولار سنويا من وزارة الدفاع ومعاهد الصحة الأمريكية، وشركات الأدوية تنفق الملايين على الأبحاث، وأعتقد أن العلاج سيكون مرتفع التكلفة».
لكنه أعطى أملا فى حصول الجميع على العلاج، إذ أن الحكومات والأفراد يقومون بمبادرات لتوفير العلاج بتكلفة يسيرة، مشيرا بحديثه إلى مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس «سى»، وتوفير علاجه لجميع المواطنين.
إلي لقاء غير منقطع مع نموذج جديد للتريند المصري.