كتبت ديما أحمد
عيد الأضحى المبارك، تتجدد الفرحة والروحانية في قلوب المسلمين حول العالم. إنه موسم العطاء والتضحية، حيث تُذبح الأضاحي تقربًا إلى الله تعالى. ومع ذلك، تشهد بعض الممارسات الفردية ظاهرة مقلقة ومؤلمة: الذبح بطرق وحشية وتعذيب الأضحية قبل ذبحها. هذه الممارسات لا تتنافى فقط مع القيم الإنسانية والأخلاقية، بل تتعارض صراحةً مع تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة التي دعت إلى الإحسان في كل شيء، حتى في الذبح.
إن الإسلام دين الرحمة والرأفة، وقد أمرنا بالإحسان إلى الحيوان ونهى عن تعذيبه أو إيلامه. فمن يتأمل في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يجد التوجيهات الواضحة التي تدعو إلى الذبح بطريقة تريح الأضحية وتقلل من معاناتها إلى أقصى حد ممكن. فالطرق الشرعية للذبح تضمن إراحة الحيوان وتجنب تعذيبه، بدءًا من حد السكين، ومرورًا بسرعة الذبح، وانتهاءً بتوجيه القبلة والبسملة.
لكن ما نراه أحيانًا من ضرب للأضحية، أو جرها بعنف، أو تعريضها للرعب قبل الذبح، أو استخدام آلات غير حادة، أو ذبحها أمام بعضها البعض، هو سلوك مرفوض شرعًا وإنسانيًا. هذه التصرفات تزيد من ألم الحيوان وخوفه، وتتنافى تمامًا مع مبدأ الإحسان الذي هو جوهر الدين. الأضحية ليست مجرد لحم، بل هي شعيرة عظيمة تتطلب منا احترامًا وإجلالًا، وهذا الاحترام يمتد ليشمل طريقة التعامل معها قبل الذبح.
نداء عاجل إلى المسؤولين: تطبيق القانون وحماية الأضحية
من هذا المنبر، نوجه نداءً عاجلاً ومُلحًا إلى كافة المسؤولين في الجهات المعنية، من وزارة الزراعة، ووزارة الأوقاف، والهيئات البيطرية، والمحليات، وكل من بيده سلطة اتخاذ القرار:
لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات قانونية صارمة وحاسمة تجاه كل من يخالف الطرق الشرعية والإنسانية في ذبح الأضاحي.
نطالب بـ:
* تشديد الرقابة على أماكن الذبح والمجازر للتأكد من اتباع الإجراءات الصحيحة والشرعية.
* تطبيق العقوبات المنصوص عليها قانونًا على كل من يثبت تورطه في تعذيب الأضاحي أو ذبحها بطرق وحشية.
* توعية المواطنين بأهمية الإحسان في الذبح وخطورة الممارسات المخالفة، وتقديم إرشادات واضحة حول الطرق الشرعية والصحية للذبح.
* تفعيل دور اللجان البيطرية للتأكد من سلامة الأضحية قبل وبعد الذبح.
* تشجيع الذبح في المجازر المعتمدة التي تلتزم بالضوابط الشرعية والصحية.
إن مسؤوليتنا جميعًا، أفرادًا ومؤسسات، هي حماية هذه الشعيرة العظيمة من أي ممارسات تشوهها. الذبح الشرعي هو ذبح رحيم وإنساني. دعونا نعمل معًا لنجعل عيد الأضحى مناسبة للرحمة والإحسان في كل جوانبها، بعيدًا عن أي صور من صور التعذيب أو الوحشية. فلتكن صرخات الأضاحي الصامتة دافعًا لنا للعمل بجدية أكبر نحو تطبيق العدالة والرحمة.