الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
من المفترض أن تؤدي المؤتمرات الطبية الدولية دورًا بالغ الأهمية في التعليم المستمر للأطباء والفنيين والممرضين وغيرهم من مقدمي الرعاية الصحية،وتؤدي هذه المؤتمرات وظائف عديدة، إلى جانب مجرد توفير التعليم، ومنها: صقل المهارات،والقدرة على التفاعل مع الزملاء والخبراء،وتجربة معدات جديدة،وتطوير أفكار جديدة وملائمة محليًا،وبناء توافق في الآراء في المجالات الخلافية، مما يؤدي إلى تحسين تقديم الرعاية الصحية،وتحسين نتائج المرضى.
يُعدّ الطب(وبالأخص التخصصات الجراحية) مهنةً رائدةً في مجال العلوم،فعمليًا، تظهر ابتكارات جديدة كل يوم، وتُنشر دراساتٌ رائدة،وتُصدر إرشاداتٌ وبروتوكولات جديدة التي تجعل من الصعب جدًا على الممارس الطبي المُنشغل أن يكون مُطّلعًا على ما يجري بشكل يومي. لذلك،يحتاج الأطباء الجراحين إلى تحديث أنفسهم باستمرار لمواكبة التغييرات الجذرية،كظهور تقنيات جديدة،وتغيرات في تقديم الرعاية الصحية،وابتكار طرق جراحية جديدة أقل توغلا كجراحة المنظار وجراحة الروبوت،ويؤدي التعليم الطبي المستمر هذا الدور بالغ الأهمية في التعليم المستمر للأطباء والفنيين والممرضين وغيرهم من مُختصي الرعاية الصحية.
ويُمكن القول إنه في عصرنا الرقمي، يُمكن تلبية العديد من هذه الاحتياجات المعلوماتية باستخدام أحدث التقنيات: فالاجتماعات الافتراضية، والمكالمات الجماعية،والبث عبر الإنترنت،والمدونات وغيرها مُتاحة،ولكن مع ذلك،قد تُحقق ورشات العمل في الموقع والحضور الشخصي للمؤتمرات الدولية العديد من المزايا،ومن بين هذه المزايا:
-أخذ استراحة من العمل للتركيز على صقل المهارات والمعلومات.
-تجرّبة أدوات جديدة في عالم الجراحة وتعلم تقنيات جراحية جديدة.
-الخروج إلى مساحة جديدة غالبًا ما تُلهم أفكارًا ونصائح وأساليب جديدة،بل وتُحسّن التركيز على حلول جديدة.
-مقابلة أشخاص ذو خبرة واسعة في مجال الجراحة والعمل معا لحل المشكلات والمساعدة في بناء توافق في الآراء حول القضايا الخلافية.
-الاختلاط بأطباء آخرين ذو خبرة يساعد على تحسين الأداء واعتماد التعلم المستمر طوال المسيرة المهنية.
ويقول الدكتور مجد نواش الحدادين استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي بالرياض أن مستوى الرعاية الصحية المُقدمة والخبرة المكتسبة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بجودة المؤتمرات الطبية،كما تؤثر بعض العوامل على جودة المؤتمرات الطبية،وبالطبع،يُعدّ سمعة المُنظّمين وخبراتهم العامل الأهم،وثانيًا،عمق المواضيع التي ستُغطّى وكفاءة المُقدّمين.ويأتي ثالثًا،كفاءة الباحثين الذين سيُقدّمون نتائج دراساتهم الطبية.أما رابعًا،فهو التكنولوجيا المُستخدمة في هذه الفعاليات لتحسين تجربة الحضور،حيث أن هذه التقنيات متوفرة بكثرة في عالمنا اليوم.
ومن المُرجّح أن يُتيح حضور مؤتمر طبي رفيع المستوى للحضور عروضًا جراحية مُتطورة تُتيحها تقنيات الواقع المُعزّز والافتراضي والتي ستنعكس بشكل ايجابي على خبرة ومهارات الجراحين المشاركين.
وهكذا،في عالم الجراحة سريع التغير،يُعدّ التعليم الطبي المستمر عن طريق حضور الندوات والمؤتمرات الدولية جزءًا أساسيًا لتطوير الذات ولتحقيق أفضل النتائج للمرضى عن طريق تقديم رعاية صحية مبنية على أسس علمية وخبرات عالمية.
————————-
د.مجد نواش الحدادين
استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي بالرياض
