كتب تامر الشهاوى
بمناسبه اولمبياد باريس ٢٠٢٤ اعيد نشر مقالى ” الواقع الرياضى المصرى بلا تجميل ” والذى نشرته فى فبراير ٢٠٢٢ عقب بطوله افريقيا لكره القدم.
وأود التأكيد ان القضيه لا يجب اختصارها فى اداء وزاره ولا لاعبين ولكن من المؤكد انه عندما نتحدث عن صناعه الرياضه يجب ان نتحدث عن مشروع للدوله عن صناعه وبناء الإنسان كالتعليم والصحه … إلى آخره واى حديث آخر خلاف ذلك فستذهب أموال الدوله وجهودها سدى .
ويستطيع اى منا إعاده قراءه التاريخ فبعد كل فشل فى بطوله او خساره مباراه فى اى رياضه من الرياضات يكون رد الفعل تبريرات واهيه وأقاله مدربين وفى احسن الظروف اقاله اتحاد اللعبه – ولم يعد ذلك متاح حاليا – وستظل مقالات النقاد الرياضين المصريين الاساتذه نجيب المستكاوى و إبراهيم حجازى وفتحى سند وغيرهم شاهده على كلماتى .
———————————————
المقال
“الواقع الرياضى المصرى بلا تجميل ”
فبراير ٢٠٢٢
تابعنا على مدار شهر ماض منافسات بطوله الامم الافريقيه والتى حصلنا فيها على المركز الثانى بعد الخساره من الفريق السنغالي المحترم.
احدثكم كمواطن محتك بالواقع المصرى منذ زمن بعيد فمن المؤكد لست خبيراً رياضياً ولا كروياً وبالكاد مارست الرياضه منذ صغرى لاعبًا لكره القدم بجانب بعض الرياضات الاخرى ولكنى قارئ ومتابع لكل مايدور على الساحه ومن ضمنها الواقع الرياضى.
والواقع الرياضى المصرى يفرض نفسه لاسباب وجيهه فنحن شعب عاشق لكره القدم فى كل بيت مصرى عشاق للساحره المستديره ومتابعون بالملايين لذا فهى قادره على تغيير المزاج العام بالفرح وقت الانتصار وبالحزن وقت الهزائم فهى تمثل متعه لكل الطبقات و يمارسها الجميع كباراً وصغاراً كرياضة غير مكلفه وبأقل الامكانيات .
نتيجه لهذا العشق المسيطر على عشاق المستديره اصبح الرغبه فى الانتصار متعه عشاقها ولا شئ سواه فنصعد بالفائز الى عنان السماء وفى حاله الخساره نقذف به الى سابع ارض .
حاول الكثيرون من الاصلاحيين الرياضيين على مدار سنوات طويله توصيف الحاله الرياضيه المصريه فى كل الالعاب بلا استثناء ووضعوا ايديهم على المشكلات كما وضعوا حلول لهذه المشكلات حتى نستطيع ان نكون فى مصاف الدول الرياضيه الكبرى ولكن كنا دائماً وأبداً نصطدم بعدم وجود اراده ولا امكانيات تساعد على تحقيق تلك الغايات والاهداف .
نسأل انفسنا لماذا نفشل فى المسابقات الكبرى ؟ لماذا تتعدد الاصابات للاعبين ؟ لماذا نحقق بطولات على مستوى الناشئين ولا نحققها على مستوى الكبار؟ لماذا حققنا بعض الانجازات فى الالعاب الفرديه ؟ لماذا لا تستمر الانجازات …. لن تجد اجابات ولكن قد تجدها فى الاسئلة التاليه
هل المدربين مؤهلين لتربيه وتثقيف وتدريب النشء ؟ هل لدينا منشأت و ساحات لممارسه الرياضه تكفى ملايين المصريين ؟ هل يوجد استثمارات رياضيه ؟ هل يوجد رياضه بالمدارس والجامعات ؟ هل لدينا توجيه رياضى ؟ هل لدينا متخصصون ومراكز للطب الرياضى ؟ هل لدينا اعداد للاعبين فى مختلف الالعاب وفق اسس علميه ؟
…….والاجابة ب(لا) لكل ماسبق
نحن امام واقع رياضى صعب يعتمد على ظهور نجم ونلقى كل المسئولية عليه فى تحقيق احلام ١٠٠ مليون مصرى وهذا ظلم كبير للطرفين واصبح فى الجمهوريه الجديده غير مقبول .
البطل والبطوله لا تولد ولكن تخلق بالتدريب والتاهيل والتوجيه والرعاية والاحتكاك فالامر برمته مبنى على اسس علميه وسنظل ندور داخل تلك الحلقه المفرغة ان لم نقرر والان وفوراً ان لدينا مشروع دوله لصناعه جديده بفكر مختلف .
اى رياضه فى الدنيا لها اضلاع نجاح من اداره وامكانيات ومدرب ومنشأت واختيار العناصر الصالحه للعبه وفق قواعد اختيار دقيقه قائمه على الموهبه والامكانيات البدنيه والصحيه النفسيه والرغبه فى المنافسه
أسالوا انفسكم ماذا فعلتم مع ابناؤكم عندما مارسوا الرياضه … هل مارس الرياضه التى يحبها؟ ام مارس الرياضه المتاحه ؟ ام مارس الرياضه التى فضلها الاباء ؟ ان كل ماسبق خطاء بالغ لان المفترض ان بالتوجيه الرياضى ننتقى مايصلح لابناؤنا وفق الموهبه والامكانيات البدنيه والصحيه فقد نكون اضعنا على ابناؤنا فرصه ذهبيه ان يكون بطل العالم فى لعبه معينه لمجرد توجيهنا الخاطئ له منذ الصغر لممارسه لعبه اخرى .
فريقنا القومى كمثال كيروش مدرب عظيم واقعى وكذلك كوبر وموسيمانى ولا مجال هنا لمقارنتهما بالكابتن حسن شحاته الذى قاد فريق استثنائى لا يتكرر كثيراً لذلك كانت فتره شحاته طفره لم تحدث قبلها او بعدها مره اخرى فى ظل ذلك علينا ان ندرك ان وصولنا المباراه النهائية انجاز ولو وصلنا لكاس العالم انجاز ولو قدمنا بطوله جيده هو استثناء فى ظل قواعد عشوائية لن تكون سبباً لتكرار انجازات الا فيما ندر ومن الصعوبه الاستمرار على فكره الاعتماد على فروق فرديه لبعض اللاعبين كصلاح فى هذا الجيل على سبيل المثال وليس الحصر .
فريقنا القومى لكره القدم كمثال صارخ واضح للجميع نحن علقنا عليه امال البطوله الافريقيه والوصول الى كاس العالم كما علقنا امال الذهبيه على لاعبى النادى الاهلى ولم نسال انفسنا ماهى امكانياته وماهى ثقافه لاعبيه الخططية وامكانياتهم البدنيه و صحتهم النفسيه وهى جوانب كلها متعلقه بالمنافسه فى اى لعبه رياضيه وعند اى اخفاق يذهب البعض الى انتقاد اللاعبين والمديرين الفنيين ولكن عفواً فاختيار اى مدير فنى مرتبط بتاريخ انجازاته ودور المدير الفنى اختيار لاعبين باستطاعتهم تنفيذ فكره فلا وجه لمقارنه لاعبينا بلاعبى الفرق الاخرى المحترفون منذ الصغر ويلقون توجيه ورعايه صحيه ونفسيه وبدنيه وخططيه على اعلى مستوى لان هناك دول سبقتنا فى الاستثمار فى الرياضة لذا فان ما قدمه اللاعبون والمدير الفنى انجاز .
واذكركم بمقوله السيد الرئيس عند سؤاله فى احدى المؤتمرات عن موضوع المدرب الاجنبى والمحلى وكانت اجابه سيادته ” مش فارقه يعنى ” والمقصود ان القضيه ليست فى المدرب اى كان تاريخه ولكن فى التخطيط والتاهيل والتدريب والتوجيه والاستثمار فى البشر .
الرياضه شأنها شأن غيرها فهى صناعه بحاجه الى اراده واداره واستثمار ورعايه بجانب التخطيط والتاهيل والتدريب والتوجيه والمتابعه وقد فطنت الدوله المصريه لهذا الامر فنجد محاولات مؤخراً فى التوسع فى الاستثمار الرياضى وزياده رقعه الممارسه من خلال مراكز الشباب والعمل على تطويرها ربما لم نصل بعد للاهداف والغايات المنشودة لكن المؤكد ان هناك رغبه فى تحسين قاعده الممارسه واذكركم بموضوعات مطروحه على الساحه مثل التغذيه فى المدارس واشكاليه التقزم الذى تحدث عنها الرئيس .
لذا نجد بعض الانديه الكبرى التى انتهجت منفرده هذه المسارات استطاعت ان تحقق انجازات وتكون رافد اساسى فى دعم المنتخبات القوميه فى كل الالعاب بينما اختفت العديد من الانديه الجماهيريه لعدم وجود استثمارات فى مقابل صعود انديه المؤسسات والشركات والانديه الخاصه .
انا هنا احدثكم كمواطن يتمنى الخير لكم وابناؤكم واتمنى الخير لبلادى … مصر ولاده فعلا فى كل المجالات فقط نحتاج التخطيط والتاهيل والتدريب والتوجيه والمتابعه والاستثمار فى البشر ووقتها نستطيع ان نتواجد بقوه فى كل محفل دولى بل وننافس على المراكز الاولى وانا وملايين المصريين نثق فى الجمهوريه الجديده.