تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، تتجدد كل عام طقوس الاحتفاء بالفن المسرحي من خلال المهرجان القومي للمسرح المصري، الذي يُعد أكبر تظاهرة فنية مسرحية على مدار العام، حيث يجمع بين أروقة عروضه نخبة من أفضل الأعمال المسرحية التي قُدمت على مدار العام من مختلف المؤسسات والفرق المسرحية في مصر.
منصة كبرى لعرض الحصاد المسرحي السنوي
ومنذ انطلاق دورته الأولى عام 2006، التي أسسها الفنان الكبير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، والمهرجان يشكل منصة وطنية للاحتفاء بالإبداع المسرحي، حيث تولى رئاسة دورته الأولى الدكتور أشرف زكي، الذي قاد المهرجان بخبرته ومحبته للمسرح لمدة خمس دورات متتالية، ساهم خلالها في ترسيخ قواعد المهرجان وتطوير رؤيته.
وفي نسخته الحالية، وللسنة الثالثة على التوالي، يتولى رئاسة المهرجان الفنان القدير محمد رياض، الذي استطاع أن يضخ دماءً جديدة في المهرجان، من خلال تنويع أماكن العروض والانفتاح على المحافظات، تحقيقًا للعدالة الثقافية وإتاحة الفرصة لجمهور أوسع لمتابعة الفنون المسرحية.
المهرجان في خمس محافظات: لامركزية الثقافة المسرحية
وتميزت الدورة الحالية بامتدادها الجغرافي اللافت، حيث انتقلت فعاليات المهرجان بين القاهرة، الإسكندرية، بورسعيد، طنطا، وأسيوط، في خطوة هامة تعكس توجه الدولة نحو نشر الثقافة خارج العاصمة، والوصول بالفنون إلى مختلف فئات الشعب، وهو ما أكدته الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة السابقة، حين وصفت المهرجان بأنه:
“احتفال بحصاد عام كامل من الجهد المسرحي، يعكس تنوع وتطور الحركة المسرحية في مصر، ويكرم المبدعين الذين أثروا هذا الفن النبيل.”
جمهور واعٍ ومشاركات متميزة
يستقطب المهرجان سنويًا نخبة من الفنانين، والنقاد، والمهتمين بالمسرح من مختلف المحافظات، كما يشهد حضورًا جماهيريًا واسعًا، يعكس الوعي المتزايد بقيمة المسرح ودوره في تشكيل الوجدان المصري.
وتتعدد العروض المشاركة ما بين فرق مسرح الدولة، والمسرح الجامعي، والمسرح الحر، ومسرح الجمعيات، في مزيج غني يعكس التعدد والتنوع الذي يميز المسرح المصري.
في الختام
يبقى المهرجان القومي للمسرح المصري حدثًا سنويًا بالغ الأهمية، لا يقتصر دوره على التكريم والتقييم، بل يمثل منصة للحوار، والتطوير، وتجديد الرؤية حول فن المسرح، باعتباره مرآة المجتمع ومحرّكًا للوعي.