صدى الأخبار
نقلا عن رائدة ورواد الصحافه والاعلام العربى بالجمهورية الجديدة والوطن العربى
سفيرة الإعلام العربي أسماء مهنا
بقلم الكاتبة /دينا شرف الدين
و من جديد نضطر للحديث عن طائفة الجشعين الذين يتصيدوا غنائمهم الحرام بأوقات الأزمات ،و ما أكثرهم بكل زمان و مكان .
فقد شهدت مصر بالأشهر القليلة الماضية أحداثاً متلاحقة ، ما بين أزمة ارتفاع سعر الدولار و غلاء الأسعار ، و التي لحقت بها أزمة الحرب الفلسطينية التي كانت مصر بها طرفاً فاعلاً و مؤثراً و شبه شريك بعدة أمور بداية من حل أزمة دخول المساعدات عبر معبر رفح إلي الوساطة بعملية الهدنة ، و ما دون ذلك من استفزازات الصهاينة بطرق مختلفة و التي نعلم جيداً أنها ضمن خطة كبيرة تستهدف مصر و تحديداً سيناء ، و ما يتطلبه ذلك من استعدادات و تحسبات لأي أمر قد يحدث ،
و بنفس التوقيت تجري عملية الإنتخابات الرئاسية بالأيام القادمة في الداخل بعدما تم الإنتهاء منها في الخارج بكثافة و مشاركة حقيقية ، و التي نتمني أن تكون بنفس الصورة المشرفة .
و لكن:
هناك دائماً و أبداً من لا يهتز لهم طرف و لا تشغل بالهم أية أمور تخص الوطن و الإنتماء و الإنسانية و غيرها من الكلمات ، فكل ما يعنيهم كيفية اصطياد الفرص و استهداف الأوقات التي تنشغل فيها الدولة بالأمور الحيوية ، للإنقضاض السريع علي المواطن المسكين الذي لم يعد يحتمل مزيداً من الطعنات،
فيتاجر هؤلاء الذين تجردت مشاعرهم من الرحمة و نفوسهم من الإنسانية ليكدسوا السلع ويحجبونها كلما اشتدت حاجة الناس إليها، ثم يخرجونها أو القليل منها بأسعار غير منطقية ، واثقين أنه لا بديل أمام الناس عن الدفع رغماً عنهم ، متجاهلين أنات ودعوات هؤلاء التي تخرج من قلوبهم الموجعة، لتتكدس ثرواتهم ويتحولوا لأغنياء بالإصطياد في الماء العكر.
وها هو التاريخ يعيد نفسه بشكل أو بآخر ، ليثبت لنا أن مثل هؤلاء الذين كانوا يسمون بأغنياء الحرب بزمن الحروب ، هم أنفسهم من يتاجرون بالأزمات ، بل غالباً ما يفتعلونها كلما استطاعوا.
إذ أصبح خبراً شبه دوري ، أن يتم القبض علي مسؤول هنا و آخر هناك بتهم الفساد و الرشوة ، و التي كان أحدثها هؤلاء الذين افتعلوا أزمة السكر ، و تمكنت الرقابة الإدارية من ضبطهم و الكشف عن مئات الأطنان المخبأة لخلق أزمة بالأسواق دامت قرابة الشهر،
و علي الرغم من محاولات الدولة المستمرة لضبط الأسعار و إطلاق المبادرات التي تهتم بمحدودي الدخل و فتح المزيد من المنافذ لطرح السلع بأسعار أقل وطأة من تلك التي بالمحال الخاصة ، هناك من يتصيد الفرص و يضرب بالضمير و شرف المهنة و الإنسانية عرض الحائط .
فبقدر هذا الخير الوفير هناك شرٌ مستطير نابع من جشع هؤلاء الذين امتلأت قلوبهم بالطمع وانتُزعت منها الشفقة والرحمة بشعبٍ يعانى الأمرين، ولا ينقصه مزيداً من المعاناة على يد من لا تعرف قلوبهم الشعور بحاجة الآخرين ولا يعلون إلا مصالحهم ومكاسبهم الشخصية، ولو على حساب أنات إخوانهم بالدين والأرض.
إذن:
عليك عزيزى المستهلك أن تتصدى بقوة لكل من يستغل حاجتك ويتلاعب بقوت أولادك، ويكدس مزيداً من المكاسب على حساب معاناتك التى لا يقيم لها أى وزن، حتى وإن كنت مقتدراً مادياً لا يضيرك ما يحدث فى مثل تلك المناسبات من ارتفاع غير منطقى لأسعار أى شىء يقبل عليه المستهلك، فلم لا تفكر بأخيك المتضرر الذى لا يقو على تحمل هذا الجنون الناتج عن جشع هؤلاء والذى قد تحوله تلك الفروق بالأسعار من متحمل لها بالكاد إلى آخر بحق محتاج.
نهاية:
شكراً لجهاز الرقابة الإدارية الذي لم يقصر أبداً بعمله، و لم يمنعه صاحب منصب و إن كان بمقدمة الصفوف أن يعاقبه بالقانون إن أخطأ ، و أن يقصيه عن منصبه إن كان يستحق هذا الإقصاء ، سواء كان غفيراً أو حتي وزير.