الباحثة اللوجستية نوران الرجال تكتب
تضع المملكة العربية السعودية خططا طموحة للمستقبل، ساعيةً إلى التحول إلى اقتصاد عالمي رائد بحلول عام 2025، وكجزء من هذه الرؤية، أولت المملكة اهتماماً بالغاً لقطاع الخدمات اللوجستية لتعزيز قدرتها التنافسية في السوق العالمية.
ومع ازدهار التجارة الإلكترونية وتزايد الطلب على إدارة فعّالة لسلاسل التوريد، تستثمر المملكة بكثافة في تطوير بنية تحتية لوجستية متينة قادرة على تلبية احتياجات السوق.
يُعدّ تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على صناعة النفط أحد الأهداف الرئيسية لرؤية السعودية 2025, وقد أدّى ذلك إلى زيادة الاستثمارات في قطاع الخدمات اللوجستية، باعتباره عنصراً أساسياً لتحقيق هذا الهدف.
وتطمح المملكة إلى أن تصبح مركزاً لوجستياً إقليمياً رائداً، يربط آسيا وأفريقيا وأوروبا. وبفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة، تتمتع المملكة العربية السعودية بمكانة مميزة لتحقيق هذا الهدف.
ولتحقيق رؤيتها، أطلقت المملكة العديد من المبادرات والمشاريع لتعزيز قدراتها اللوجستية.
ومن هذه المشاريع ميناء الملك عبد الله، وهو أول ميناء متكامل مملوك للقطاع الخاص في الشرق الأوسط, يتمتع هذا الميناء بقدرة استيعابية تصل إلى 20 مليون حاوية نمطية (وحدة مكافئة لعشرين قدمًا)، ومن المتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في تسهيل التجارة ودعم الاقتصاد.
إضافةً إلى ذلك، استثمرت المملكة في تطوير شبكة سكك حديدية حديثة تربط المدن والموانئ الرئيسية في المملكة العربية السعودية، لن يُسهم هذا في تحسين حركة البضائع والخدمات فحسب، بل سيُساعد أيضًا في خفض تكاليف النقل.
كما تستثمر المملكة في تطوير مجمعات لوجستية ومناطق اقتصادية متخصصة لجذب المستثمرين الأجانب وتعزيز النشاط التجاري.
علاوة على ذلك، اتخذت الحكومة السعودية خطوات لتحسين كفاءة وشفافية إجراءات التخليص الجمركي، سيُساعد هذا في تقليل الوقت والتكاليف المرتبطة باستيراد وتصدير البضائع، مما يجعل قطاع الخدمات اللوجستية أكثر جاذبية للشركات.
وانطلاقا من رؤية المملكة لتصبح مركزًا عالميًا للخدمات اللوجستية، فإنها تُركز أيضًا على تنمية كوادر مؤهلة في هذا القطاع.
ويشمل ذلك توفير برامج تدريبية وتعليمية لتزويد القوى العاملة المحلية بالمهارات والمعارف اللازمة للتميز في هذا المجال, لن يُسهم هذا في خلق فرص عمل للمواطنين فحسب، بل سيضمن أيضًا استدامة ونمو قطاع الخدمات اللوجستية.
كانت رؤية المملكة العربية السعودية 2025 إلى جعل المملكة لاعباً رئيسياً في سوق الخدمات اللوجستية العالمية، وبفضل موقعها الاستراتيجي، وبنيتها التحتية المتطورة، ودعم الحكومة القوي، تسير المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق هذا الهدف.
ومع اقترابنا من عام 2030، نتوقع أن تصبح المملكة العربية السعودية مركزاً لوجستياً رائدا، مما يُسهم في النمو الاقتصادي والازدهار للبلاد.
السلام عليكم عاوزة انزل












