الأحساء زهير بن جمعة آلغزال
قبل ٣٠ عاماً تقدمت لمهنة التعليم رغبة في هذه المهنة العظيمة لما تحمله من شرف ورقي ومشاركة في بناء جيل عظيم يساهم في نهضة وطننا الغالي .. وفعلاً بعد ممارسة التعليم وجدت الكثير من التقدير المجتمعي .. ناهيك عن مساندة الوزارة وتفانيها في جعل المعلم والمعلمة القدوة الصالحة والأنموذج الفريد في المجتمع . وماهي إلا سنوات حتى تغير الحال وأصبح المعلم/ة في نظر الوزارة العقبة الكبرى في تحقيق طموحات الوطن .. فبدأت بنسف مكانة المعلم/ة أمام المجتمع رويداً رويداً ( بدون أن تشعر ) حتى أصبح منقوص الحشمة والتقدير لدى المجتمع بل يكاد في أحايين كثيرة يكون عدواً لدوداً للأسف ..
عندها كان علي لزاماً أن أحفظ مكانتي وتاريخي التربوي والتعليمي وكرامتي الآدمية وأنسحب من هذا المشهد الغير مريح . قائلاً وبكل تجرد ..
ـ لم أتضايق من محاولة وزارة التعليم في ترقية التعليم والنهوض به إلى مصاف الدول ..
ـ ولم أتضايق من سلبيات هذه المحاولة وتصادمها في كثير من الأحيان مع واقعنا التعليمي .
ـ ولم أتضايق من حذف مصطلح ( التربية ) من عنوان وأهداف الوزارة . لأننا مجتمع إسلامي ..
ـ ولم أتضايق من القرارات الارتجالية التي تصدر من بعض مديري التعليم والتي تسببت في كثير من الارباك في مسيرة التعليم ..
ـ ولم أتضايق من بعض القرارات المستحيل تطبيقها على أرض الواقع .
ـ ولم أتضايق من كل نهج قد يؤدي في الأخير إلى تطور التعليم ورفعته ..
ـ لكنني فقط تضايقت من نسف مكانة المعلم/ة في المجتمع بسبب وزارة التعليم التي أصبحت نداً شرساً من حيث تعلم أو لا تعلم .. للمعلم /ة .. . بدون أن أدخل في التفاصيل .. لأن الشواهد كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها وهي ظاهرة للعيان .. فالكلام والشعارات اللفظية التي تطلقها الوزارة عبر الإعلام مناصرةً للمعلم /ة تنافي واقعاً أليماً يخشى من تبعاته ونتائجه .
أخيراً أقول : أخشى أن تكون مهنة التعليم غير جاذبة للسعوديين بتاتاً الأمر الذي يتطلب الاستعانة بالاجنبي كما كنا في السابق غير أن المرحلة السابقة كانت الحاجة ( عدم توفر معلمين ومعلمات سعوديين ) . أم المرحلة القادمة أخشى أن تكون الحاجة هي عدم تقدم أحد لمهنة التعليم .. ودمتم ..
بقلم / عبدالله مقعد العتيبي













