كتبت ديما أحمد
القاهرة – الجمعة 1 أغسطس 2025
– أصدر مجلس الشباب المصري، ممثلاً في البرنامج الوطني لرصد ومتابعة الاستحقاقات الانتخابية ومرصد المجتمع المدني، تقريره الأولي حول مجريات اليوم الأول من تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ المصري، حيث رصد التقرير أبرز ملامح العملية الانتخابية في الخارج، وشهد توثيقًا لعدد من الملاحظات النوعية من خلال آليات الرصد الميداني والرقمي التي يطبقها المجلس.
ويُعد المجلس من أبرز منظمات المجتمع المدني المتخصصة في المتابعة الانتخابية، حيث يشارك بأكثر من خمسة آلاف متطوع ومتخصص موزعين بين فرق الرصد الميداني في الداخل و الخارج، وغرف العمليات المركزية والفرعية، ووحدات التحليل والبحوث، إلى جانب وحدة الرصد الإلكتروني التي تم استحداثها خصيصًا لمتابعة مؤشرات التفاعل الرقمي مع الانتخابات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة .
– ورصد التقرير تفاوتًا ملحوظًا في نسب الإقبال على التصويت بين مناطق العالم المختلفة، حيث سجلت دول الخليج العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والكويت، أعلى نسب مشاركة، مع انتشار مشاهد لتجمعات من المصريين أمام السفارات والمقار الانتخابية، وسط أجواء تنظيمية مشرفة.
وأشار التقرير إلى أن عددًا من أصحاب الأعمال في الخليج العربي لعبوا دورًا محفزًا عبر منح العاملين المصريين تسهيلات ووقتًا كافيًا للذهاب إلى التصويت، مما عزز نسب المشاركة في اليوم الأول.
في المقابل، جاءت المشاركة أقل نسبيًا في دول الاتحاد الأوروبي، بسبب تزامن اليوم الأول مع يوم عمل رسمي في أغلب الدول الأوروبية، مما حدّ من فرص توجه الناخبين إلى مقار الاقتراع، مع توقعات بزيادة الإقبال غدا خلال اليوم الثاني من الايام المخصصة لتصويت المصريين بالخارج ، والذي يُعد يوم عطلة في العديد من الدول.
– كما لفت التقرير إلى تأثير الظروف الجوية وارتفاع درجات الحرارة على معدلات المشاركة في بعض الدول، حيث فضّل الكثير من الناخبين المصريين تأجيل التصويت إلى ما بعد الخامسة مساءً، تفاديًا لحرارة الظهيرة.
– سجّل التقرير تفوقًا عدديًا ملحوظًا للرجال في معدلات المشاركة خلال اليوم الأول مقارنة بالنساء، فيما رُصدت مظاهر إيجابية تعكس الروح الوطنية، تمثلت في حضور عدد كبير من الناخبين بالزي المصري التقليدي، خاصة جلابيب الصعيد، مما أضفى طابعًا احتفاليًا وشعبويًا مميزًا على المشهد الانتخابي في الخارج.
– رصد المتابعون الميدانيون محاولات محدودة من بعض المرشحين لاستخدام أساليب دعائية أمام مقار السفارات واللجان الفرعية بالخارج، فيما لوحظ في المقابل التزام صارم من البعثات الدبلوماسية المصرية بتعليمات الهيئة الوطنية للانتخابات، وعلى رأسها حظر أي مظاهر دعاية أو توجيه داخل أو محيط اللجان.
– وعلّق الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري والمشرف العام على مرصد المجتمع المدني، على نتائج الرصد الأولي، قائلاً ان ما شهدناه في اليوم الأول هو مشهد وطني مشرف، يعكس عمق ارتباط المصريين في الخارج بقضايا وطنهم وإيمانهم بمسؤوليتهم الوطنية، رغم اختلاف الأوضاع الجغرافية والمهنية حيث تميزت المشاركة في دول الخليج بالحيوية والتنظيم والدعم المجتمعي، وهو ما يُحسب لجالياتنا هناك، في حين نتفهم تأثير التوقيت الرسمي في أوروبا، ونتوقع تصاعد وتيرة الإقبال غدا وأضاف انه في مجلس الشباب المصري نؤمن بأن دور المجتمع المدني لا يتوقف عند التوعية فقط، بل يمتد إلى الرصد المحترف، والتحليل الموضوعي، والمتابعة المجتمعية البناءة، وهي أدوار نضطلع بها من خلال أكثر من 5000 متطوع يشاركون في متابعة هذا الاستحقاق بكفاءة وشفافية.
حيث أوضح انه تم إطلاق هذا العام آلية مبتكرة تحت اسم “الراصد الإلكتروني”، لمتابعة وتحليل التفاعل الرقمي حول الانتخابات، وهي أداة نراها مكملة للرصد الميداني التقليدي، وتساعدنا على بناء صورة شاملة عن المزاج العام للمصريين بالخارج.
وأكد ممدوح أن المجلس سيواصل إصدار تقارير دورية خلال فترة التصويت بالخارج، كما سيعقبها إصدار تقرير ختامي تحليلي بعد انتهاء كافة مراحل العملية الانتخابية، مشددًا على أن المجتمع المدني شريك أساسي في حماية نزاهة العملية الديمقراطية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية