كتب سمير باكير
الهجوم العسكري الجوي الإسرائيلي على إيران، الذي استمر ۱۲ يوماً، يتمتع بخصائص ووصفات كثيرة، بحيث أن بعض هذه الخصائص تفوق الأثر العسكري التقليدي من حيث الخسائر والأضرار والإنجازات.
اندلعت أكبر وأول حرب حديثة ضد الجمهورية الإسلامية، في حين أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا تستخدمان هذا الخيار كأداة تهديد لإجبار إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وقبول القيود النووية. والآن فقط تم استخدام هذا الخيار ولم يعد فعالا.
الحرب التي لا تحقق أيًا من أهدافها ضد الجمهورية الإسلامية يعدّ نصرا لإيران.
على الرغم من الخسائر الكبيرة، حققت إيران نتائج على النحو التالي:
التصدي للضربة بشكل جيد جداً؛ إعادة البناء والقدرة على مواصلة الحرب بتنظيم جديد، رغم استشهاد القادة والخسائر في القدرات العسكرية.
تماسك مؤسسات الدولة.
التماسك الفريد من نوعه للشعب الإيراني داخلياً.
تمكنت إيران من فرض عنصر المفاجأة في قدراتها الصاروخية، تنوع الأسلحة، التكتيك، قوة التدمير، دقة الأهداف، والقدرات الاستخباراتية، ما شكّل تأثيرًا قويًا ومخيفًا على الكيان الصهيوني.
لم تنجح العدو في تحقيق جميع أهدافه وموضوعاته المطروحة في الحرب؛ مثل: تدمير القدرات النووية لإيران، تحريض الشعب أو القيام بانقلاب ضد النظام، تدمير القدرات الصاروخية والأهم من ذلك، محاولة اغتيال سماحة القائد الأعلى (حفظه الله).
الهجومان الأخيران:
الضربات الست المتتالية من جانب إيران ضد الكيان الصهيوني التي لم تُردّ.
الهجوم الإيراني على مقر القيادة المركزية الأمريكية في غرب آسيا والشرق الأوسط، والذي أيضاً لم يُقابَل بأي رد.
لجوء الولايات المتحدة إلى الوساطة من أجل وقف إطلاق النار.
تعليق التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يعني أنه بعد فشل الولايات المتحدة في فرض شروطها في المفاوضات، فقدت أوراقها الأخيرة حتى في الحرب؛ لأنها لم تحقق ما كانت تهدف إليه.
ما كان يُوصَف بأنه خطير وتحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أصبح الآن خارج نطاق الرقابة وأكثر خطورة من ذي قبل. وما كان معلوماً، أصبح الآن مجهولاً.
كانت إيران تجري مفاوضات وقلقة من اندلاع الحرب ومن احتمال فقدان نقاط قوتها بعد الحرب. أما الآن، وبعد أن اندلعت الحرب فعلاً، لم تعد لديها هذه المخاوف، لأنها خاضت الحرب دون أن تُهزَم أو تفقد أياً من مكامن قوتها. ومن المتوقع أن تدخل المفاوضات حالياً وهي أقوى من ذي قبل.
تزايد التهديد الإيراني تجاه الكيان الصهيوني نتيجة الخسائر التي لحقت به خلال الحرب، والتي أدّت إلى إضعاف نظامه الدفاعي، وكذلك أنظمة الدفاع لدى حلفائه الغربيين والعرب.
اكتشاف نقطة ضعف أساسية، وهي عدم استعداد الولايات المتحدة لخوض حرب واسعة النطاق، وهو أمر سيصبح أكثر وضوحًا مع مرور الأيام.