✍️ بقلم: أ. فدوى سالمان
تظل المرأة جنّتنا على هذه الأرض، ومصدر الدفء والسكينة في كل الفصول. هي سيدة الحب، وتاج الصبر، ونبع الحنان الذي لا ينضب. تشبه شمس الشتاء في دفئها، وقمر الصيف في نورها، وربيع الحياة في إشراقه. وفي لحظة قحط روحي، تكون هي الغيث الذي يحيي الأرض اليابسة.
الرجل يولد مرتين… مرة من رحم امرأة تهبه الحياة، وتلك هي الأم. ومرة من قلب امرأة تهبه الحُب، وتلك هي الزوجة. الأولى تعطيه حياته، والثانية تعطيه معنى هذه الحياة.
أيها الرجل، حين دبت الروح في جسدك، كنت في بطن امرأة. وعندما بكيت لأول مرة، كنت في حضن امرأة. وحين أحببت، وجدت نفسك في قلب امرأة. المرأة لم تُخلق لتكون تابعًا، بل خُلقت من ضلعك، بالقرب من قلبك، لا تحت قدميك.
إذا منحتها الأمان، كانت لك وطنًا. وإن كنت لها رجلًا، كانت لك امرأةً بكل ما في الكلمة من حب وحنان. وإن جعلتها ملكة، جعلتك في قلبها ملكًا. فكيف ترجو منها أن تكون كل شيء، وأنت لا تكون لها شيئًا؟
عاتبها بلطف، ولا تعاقبها بقسوة. فإن احترامك لها، هو احترامك لنفسك، لأنها ليست كائنًا آخر… بل هي كيانك الآخر، رفيقة روحك ومرآة إنسانيتك.
المرأة أمانة، لا خُلِقَت للإهانة. لا يكرمها إلا كريم، ولا يهينها إلا لئيم