أبنائي وإخوتي شباب أسوان،
أتحدث إليكم اليوم من قلب محب لكم، حريص على مستقبلكم، مدرك لحجم التحديات التي تواجهكم في هذه المرحلة المهمة من حياتكم، وأهمها تلك الآفة الخطيرة التي تسللت إلى مجتمعنا بصمت قاتل: المخدرات.
إن المخدرات ليست مجرد مادة يتعاطاها الإنسان، بل هي وحش خفي يسرق العقل، ويقتل الطموح، ويقضي على كل حلم جميل رسمته لنفسك أو لعائلتك. تبدأ الحكاية أحيانًا بـ”تجربة” أو “فضول”، وتنتهي بمأساة: سجن، أو مرض، أو فقدان كامل للكرامة والكيان.
شباب أسوان الكرام،
أنتم أملنا، أنتم عماد الوطن وسنده، فكيف نرضى أن تضيعوا في ظلام المخدرات؟ نحن في وقت تحتاج فيه مصر إلى كل يدٍ تبني، لا إلى من يُستغل أو يُستعبد بسبب ضعف لحظة أو غفلة.
المخدرات لا تفرق بين غني وفقير، ولا بين متعلم أو أمي. بل تسعى لتدمير الإنسان بكل ما يملكه من عقل وصحة وأخلاق. وللأسف، هناك من يسعون لنشرها بينكم عمداً؛ فهم أعداء النجاح، أعداء الوطن، لا يريدون لشبابنا أن ينهض.
أوجه إليكم نداءً من القلب:
احذر رفاق السوء.
ابتعد عن بيئة الانحراف.
وإذا شعرت بالضعف أو الوقوع، فاطلب المساعدة فوراً. فالعلاج ممكن، والعودة إلى الطريق الصحيح ليست مستحيلة.
لنحارب المخدرات معاً، بالتوعية، بالحوار، بالدعم. ليكن كل منكم قدوة لغيره، وصوتاً للحياة، لا للدمار.
شباب أسوان، أنتم الأجمل، الأذكى، والأقوى. لا تتركوا هذه السموم تسرق مستقبلكم. المستقبل أمامكم، فلا تسيروا نحو الهاوية بأقدامكم.
حماكم الله، ووفقكم لما فيه الخير والنور.
معكم دائمًا،
الأستاذ محمود ملة