كتب محمود كمال رضوان
في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتغير فيه المفاهيم، تظل المرأة هي الثابت الأهم في معادلة البناء الأسري والمجتمعي. فالمرأة ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي القلب النابض للأسرة، والعقل المدبر في تفاصيل الحياة اليومية، واليد التي تبني وتُربّي وتُلهِم. واحترام المرأة لا يجب أن يكون مجرد شعار يُرفع، بل سلوك يومي وممارسة حضارية تعكس أخلاق المجتمع ورقيّه.
الاحترام… أساس العلاقة الإنسانية
المرأة تستحق الاحترام ليس لأنها امرأة فحسب، بل لأنها إنسانة كاملة الحقوق، تقدم الكثير دون مقابل. الاحترام يبدأ من الكلمة الطيبة، والنظرة التي تفيض تقديرًا، والموقف الذي يحمل دعمًا لا انتقاصًا. حين نحترم المرأة في بيتها، نمنحها الثقة لتبدع، والراحة لتمنح، والاستقرار لتبني أجيالًا متزنة نفسيًا وأخلاقيًا.
الدلال ليس ضعفًا… بل حق مستحق
في ثقافتنا الشرقية، ربما يربط البعض بين “دلال المرأة” و”الدلع غير المقبول”، ولكن الحقيقة أن الدلال هو لغة حب وتقدير. المرأة ليست خادمة في بيتها، بل ملكة. تستحق أن تُدلّل، أن تُكرّم، أن يُراعى شعورها. الدلال هنا لا يعني الترف المبالغ فيه، بل يعني أن تُشعرها بأنها موضع حب واهتمام، أن يُؤخذ برأيها، أن يُحتفى بإنجازها، أن يُمسح تعبها بكلمة طيبة أو لمسة حانية.
دور الرجل في تكريس هذه الثقافة
الرجل الواعي هو من يدرك أن احترامه للمرأة لا ينتقص من رجولته، بل يُثبت نضجه. فالشراكة الحقيقية تقوم على المودة والرحمة، كما أوصى بها الدين، وتُترجم في تفاصيل الحياة اليومية: في توزيع الأدوار، في تبادل الدعم، في تجنب الألفاظ الجارحة، وفي تقدير المجهود.
في الختام…
المرأة كائن مُبدع بطبعه، يعطي بلا حدود، ويضحي بصمت. وجب علينا كمجتمعات أن نعيد الاعتبار لمكانة المرأة الحقيقية، ليس فقط عبر القوانين، بل في عقولنا وسلوكنا. علينا أن نُذكّر أنفسنا بأن المرأة ليست فقط “نصف المجتمع”… بل هي من تُنشئ النصف الآخر.
فلتكن كل امرأة ملكة في بيتها… لا يُهان لها رأي، ولا يُكسر لها قلب، ولا يُهمَّش لها دور