كتبت سميحة المناسترلي
احذروا مواقع التواصل الإجتماعي “مواقع الشيطان الأعظم”، الذى صنع للتلاعب بمشاعر البشر والشعوب لتحقيق مكاسب شيطانية، يؤجج المشاعر، ويبث الفتن، وغضب المجتمعات والشعوب في منهج توجيه جمعي لصالح أعداء الوطن، هدفه قطع اواصر الإخاء والتكافل، وبث الفرقة والنفخ في سمات الطمع والأحقاد وتحويل مشاعر الإخاء إلى حقوق في المشاركة لإتخاذ قرارات مصيرية .. !
وهذا ما يلعب عليه العدو لبث الفتنة بين الأشقاء، علينا كشعوب عربية أن نتعامل بصحوة ويقظة وحذر فى هذه المرحلة الخطرة من تاريخ المنطقة العربية، علينا كمواطنين وشعوب تمتلك تاريخ طويل مشترك، ومعاناة مستمرة من أطماع عالمية- مازالت قائمة وعلى أوجها إلى اليوم- تسببت في ضغوط كارثية على دولنا، بهدف السيطرة الإستعمارية الشرسة، بمنهج جديد وهو المنهج الإقتصادي بمساندة الضغط الإعلامي الماكر الموجه، الذي يستشيط مشاعر الشعوب، لتصيح صيحات غاضبة في وجه بعضها البعض معتمدة على العامل النفسي والعاطفي لشعوبنا العربية، فكان من الفكر الشيطاني تحويل ميزة شعوبنا إلى أداة ل – قطع شعرة معاوية – استهدافاً لعزل الأخوة عن بعضهم البعض، فيصبح الجميع فريسة سهلة ليس لها سنداُ ولا انتماء سواء كان مادي أومعنوي وتتحول مصائر الدول كخيوط عرائس متحركة بقبضة يده.
في ظل هذه التحديات لا يجب ان نتناسى أن لكل دولة حرية اتخاذ قراراتها المناسبة لمصالحها وتوجهاتها، فكلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته، وتظل العلاقات الأخوية قائمة، والاقتصادية مستمرة، والإستثمارات الفعالة مستمرة بين الأشقاء، والدلائل تشير إلى أن نسبة المصريين المتواجدين بدول الخليج الشقيقة المقدرين بحوالي خمسة ملايين مصري، يساهمون بسوق العمل هناك، وبالسعودية فقط حوالي 20% من إجمالي سوق العمل الأجنبي، كما أن لدى مصر مبدئيا إلى اليوم استثمارات خليجية تقدر بحوالي80 مليار دولار – حسب بيان صدر يوم 16 فى شهر أبريل بأخبار اليوم عن د/ محمد حمزة بسيوني مستشار الجمعية العامة للأمم المتحدة – وهكذا مصرتتعامل مع التحديات، والضغوط التى نواجهها من خلال تنوع علاقتها وتحالفاتها على جميع المناحي بمنهج التنوع في الدخل استكمالا لمنهج خاص بها، مما ثبت أقدامنا مرحليا أمام خسائر قناة السويس .
ليس هناك من يجبر مصر أوقيادتها على تغيير قرارات خاصة بمنهج بنائها، وتطويرها أو استعادة مكانتها بين دول العالم بالإسلوب الذي يتوافق معها، وهذا حق مكفول للجميع، ونحن كشعب لا نسمح لأحد أن ينتقد أو يتدخل في توجهات دولتنا، ثقة في رئيسنا وقيادتنا الرشيدة صاحبة الرؤية والخبرة والبصيرة الناضجة، كذلك هذا حق مكفول تماماً للأخوة العرب وحكامهم وشعوبهم .
فالفكر المستنير والعقل يأمران بأن نتوخى الحذر، ولا نتيح للإعلام الشيطاني لمواقع التواصل الإجتماعي، والمواقع الإخبارية الموجهة أن يتسببا في جروح يفرح لها العدو، مستخدماً إياها لإحباطنا، ويزيده تمكن وسيطرة ببث الفتن ونكون سبب لسعادته وهو يثير الفتنة بين الأخوة بمكر الثعالب وغدر الضباع، فمن العقل الحفاظ على شعرة معاوية، وتحيا مصر يداً واحدة على قلب رجل واحد .. وحفظ الله وطننا العربي في سلام واستقرار ورخاء .