♦️ بقلم عزة الفشني
بعد حزمة القرارات الإقتصادية التى أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراءي لى أنه يدير الأمور كأنه رجل إقتصاد يدير شركاته وليس رجل سياسة يدير بلد كبيرة إنها حزمة من القرارات الهوجاء بدون دراسة بشجاعة تصل لحد التهور … و من الضروري أن يعرف ترامب الفرق بين القرارات الصارمة والقرارات الهوجاء … أحياناً المواقف تستدعي الحسم والحزم وأحياناً أخرى تستدعي المرونة والسياسة والصبر و المراوغه و يا ليته تعلم من ساسة أمريكا في الستينات والسبعينات كيف تدار الأمور وإلا سيكون قدر أمريكا رئيس يقضي علي مخازن الأسلحة لصالح طرف مريض بالعنجهية وأخر يقضي علي ما تبقي من إقتصاد بعمل جدار إقتصادي يحبس أمريكا بإسم حمايتها و يقوم بترحيل العمال حتي تغلق المؤسسات أبوابها لقلة الأيدي العاملة
إن أمريكا تتخبط يحكمها مجموعة من المراهقين يترأسهم رئيس مغرور غروره أعمى عينيه فلا يمكن لأمريكا مجابهة العالم وبالخصوص العملاق الصيني الذي لا يمكن هزيمته أو التأثير عليه فهذه القرارات الغير مدروسة العواقب تعد نهاية غطرسة أمريكا و أكبر مسمار في نعش ترامب بل و انهيار الصهيونية الأمريكية على يد هذا الترامب
فهناك حرب إقتصادية قادمة لا محالة
تبدأ بعدة مظاهرات فى أنحاء أمريكا لأن قراراته ستؤذي الطبقة الوسطى في أمريكا نفسها
فلم نجد دولة في العالم تطبق هذه السياسة على غيرها من الدول غير أمريكا وبعض أذنابها من الدول الأوربية
و كان يجب على ترامب أن يعى نتائج ما قام به من قرارات إقتصادية خاصةً أن فترة رئاسته أربع سنوات فقط و صدامه مع الإتحاد الأوروبي و باقى التجمعات أصبح وشيكاً و كل تجمع منهم سيتكاتف للخروج من التبعية الأمريكية ليصبح نداً و قوة أمامه … كل هذا سوف يخلق تحالفات جديدة تهدد إقتصاد أمريكا مستقبلاً … و قد رأينا سابقاً كيف هبت روسيا و الصين و إيران إلى مساعدة تركيا للخروج من أزمتها الإقتصادية التي سببتها لها أمريكا… و أيضاً أوروبا الحليف التاريخي قد خفضت من مبادلاتها الإقتصادية و اتجهت نحو الشرق كحليف أكثر امناً و ربحاً لها
وقد ظهرت بوادر هذه القرارات الترامبية التعسفية فقد رأينا هجوم الصين المضاد الذى كان عنيفاً فلم تكتفي الصين فقط بفرض رسوم عالية كالتي فرضت عليهم بل وعاقبت شركات أمريكية كبرى لها اسم كبير ..
وعلى نفس المنوال اعتقد أن الإتحاد الأوربي سيسير على خطى الصين بفرض ضريبة على أمريكا خصوصاً ألمانيا بصفتها أحد أكبر المصدرين للسيارت وقطع الغيار والمكائن المختلفة الإستخدام فهي حرب إقتصادية متبادلة وأمريكا هى من بدأت فلتتحمل تبعيات هذه القرارات
فى رأيى أن المستفيد الأول من قرارات ترامب الإقتصادية هى الصين لأن اللجوء إليها سيكون أسرع بكتير مما كانت تحلم وبالتالى سوف تتجه إلى الشرق الأوسط باعتباره البديل الآمن … إذن وجود مصانع صينية كبيرة تفتح لنا نقلة نوعية وتغير فى ثقافة العمل والتطور أصبح وشيكاً
لقد حان الوقت أن تنتهز الدول العربية الفرصة و تتحد وتتحرك وتضغط على أمريكا وخصوصاً السعودية باستخدام سلاح النفط والبترول .. و بذلك لا تستطيع أمريكا الدخول في حروب غير مستعدة لها لأنها بذلك تعادي العرب أجمع … لكن هيهات فهذا يعد حلم صعب التنفيذ خاصةً أن حكام العرب منقسمين كل دولة لا يهمها أمر الدولة المجاورة لها
وغائب عنهم أن هذه حرباً على منطقة الشرق الأوسط لتمزيق دولها وجعلها أشلاء وبقايا دول لا تقوى حتى على الحياة الكريمة ونحن العرب لنا يد في هذه المؤامرة أمامنا العراق و إيران واليمن و سوريا و ليبيا … أين دور الجامعة العربية ؟
كل هذا إلى جانب الدور التآمري للوالي العثماني لتنفيذ الأجندة الأمريكية الصهيونية وكل هذا لخدمة المشروع الصهيوني
ألم تكفى عربدة أمريكية على الدول العربية وغيرها.. و الكيل بمكيالين عبر سنوات قد خلت إقتربت من السبعين عاماً و أمريكا تزرع الفتن وتسرق مقدرات الأمة وتسقط الأنظمة غير المتحالفة معها… ودروس ٢٠١١ ليست بعيدة لولا حفظ الله وستره والحس الوطنى لشعب مصر العظيم ولمؤسسته الوطنية العسكرية والشرطية وكافة الأجهزة السيادية المخابراتية والأمنية وكله موثق والتى تمثل كل بيت مصرى وطنى شريف…
إن أمريكا ستظل هى أمريكا ذهب رئيس تغير نظام لا تغير فى عربدتها وفتنها وسرقتها لمقدرات الشعوب خاصة أغنياء الدول العربية..
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا القتل والتخريب والتدمير فقط فى دول وأبناء الأمة العربية ومن خيرة شبابها لماذا لم يكن فى أمريكا نفسها أو الدول الأوروبية أو بنى صهيون ؟
خلاصة القول أمريكا إتخذت إجراءات منذ 2008 ولم تفلح إلى اليوم … والصين لا تعتمد على أمريكا فقط في تجارتها بل أمريكا هي التي تحتاج الصين .
إن ترامب يراوغ لأخذ حلفاء الصين لمصلحته والإدارة الأمريكية تدرك جيداً أنها لا تساوي شيئاً من دون حلفاء لذالك فان انبطاحها سيكون أكبر فأكبر في المستقبل بعدما جربت الترهيب والحروب التي لم تفلح فيها .
لذا من المرجح أن يتراجع ترامب عن تلك القرارات التى أغضبت حزبه ودول مواليه لأمريكا .