♦️عزة الفشني تكتب
لقد ابتعدنا كل البعد عن جوهر الكلمة وأصبح الفن سلعة والكلمة سلعة الكل تجرد من رسالته الحقيقية وأصبح يبحث عن ذاته أما سعي وراء المال أو السعي وراء الشهرة وأقولها وبكل صراحة أصبح الذوق الراقي عندنا عملة نادرة إيمانناً بأننا أصحاب رسالة حقيقية في هذه الحياه أصبح شيء شبه معدوم لا وجود له إلا قليلاً
كان هناك زمن يقدم فيه الفن بروح ورسالة حقيقية وكان لكل عمل بصمته التي تأصلت في الوجدان حيث كانت الدراما تصنع بإخلاص وكانت الكوميديا تحمل الذكاء وكانت الشخصيات تخلد في قلوب المشاهدين
ودائماً ما كنت أتساءل ما هي العلاقة بين شهر رمضان الذي هو شهر القرآن و العبادة بهذا الكم الهائل من الأعمال الدرامية .. لماذا يصر المبدع المصري علي إلهاء الناس عن السبب الروحانى للشهر الكريم وهو الصوم والعبادة
نحن فى عصر الفتن والفن الهابط والمغرض الذى هو أكبر عدو للوطن
إن القائمين على الأعمال الدرامية أهم شئ عندهم نجاح المسلسل حتى و إن كان فيه إيحاءات و سفور فى الملبس و الكلام و تشويه صورة المجتمع المصري من الداخل
إن ما يطرح من دراما ما هو إلا طمس للهوية المصرية وتصوير المجتمع المصري أنه منحل أخلاقياً وسلوكياً وبعيد كل البعد عن الدين الذي هو صبغة هذا المجتمع ويجعله مجتمعاً لا دين له وهذا كذب وافتراء وتشويه لمجتمع تحكمه أخلاقيات دينه
الدراما المصرية ذات اتجاهات متعلقة بطرح أفكار تخدم فئات بعينها … اليوم ما نراه في الدراما شيء مخجل مقارنة بما كانت عليه في السنين الفائتة
لم تعد تخدم قضية او تظهر حقيقة تاريخية أو تنقل واقعاً بموضوعية بل أصبحت على نمط واحد انحلال أخلاقي وتغيير في القيم والعادات والظهور دائماً وأبدأ أن الشعب لا يهمه إلا الفسق والموضة
إن مهزلة الدراما في رمضان …. مؤلفين بعيدين كل البعد عن الواقع المصرى
بكل أسف الدراما المصرية تعتمد كلياً و جزئياً على جلب الإيرادات فقط بأى وسيلة كانت وإن كان هذا على حساب الدين وأخلاق المجتمع
ما يقدم الآن من دراما لا تمثل الشعب المصري ومشاكله وهمومه بل تشويه متعمد لصورته وتاريخه
اعتقد ان الإفلاس الفني أصبح أمر واقع لا محالة
لماذا اختفي المسلسل الديني والتاريخي من مصر المحروسة وأصبح غير موجود
إن ما يقدم فى الدراما الرمضانية الحالية بعيدة كل البعد عن أخلاقيات وواقع المجتمع المصري فلا اللغة لغتهم ولا العادات عاداتهم ولا الشخصيات تمثلهم من أين أتوا بهذه النماذج ؟
هل كل الأحياء الشعبية لها كبير شرير يتاجر في الآثار او المخدرات ويقتل الناس وهو يشرب قهوة الصباح ولو افترضنا ان هذا موجود فأين النماذج الخيرة واين النماذج المتنورة و أين نموذج الرجل السياسى هل كلهم لصوص وفاسدين يحتمون خلف الحصانة أين نموذج المرأة المتعلمة في الصعيد أين وأين
إن المجتمع المصري تعرض لغبن التعميم والإختزال
فليس كل من في العشوائيات بلطجي أو لص فيها كتير أناس بسيطة لكن عزة نفوسهم لا تجدها في أماكن أخرى
كل هؤلاء لم يجدوا من ينصفهم وانما وجدوا من يتاجر بمعاناتهم ويرتزق بها
للأسف الدراما الحالية مغيبة وبعيدة كل البعد عن ما يجب إظهاره للعالم … و الذي من المفترض أن يظهر الجانب الإيجابي والتاريخي والمعبر … ولأن الرقابة غائبة أصبح كل شيء مباح
والسؤال الذي يفرض نفسه هل من الممكن إعادة فناً مثلما فات ؟ اعتقد من الصعوبة … نعم الجو العام تغير كثيراً وفقدنا رائحة الدراما الواقعية ذات العمق والكوميديا الفكاهية ولكنه ليس مستحيلاً
أفيقوا أيها المسؤولين لبناء أجيال منتجة وواعية متمسكة بالقيم النبيله فأنتم مسؤولون فى أداء رسالتكم نحو الحفاظ على القيم النبيلة فى المجتمع
كم أتمنى أن يؤثر ذلك في القائمين على الإنتاج الدرامى والإعلامى بصفة عامة
و إحياء دور وزارة الثقافة و الإعلام و عودة رقابة المصنفات على الدراما و الأعمال الفنية بشكل عام