بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
عرت السيول الأخيرة التي عرفتها بعض المدن المغربية عن هشاشة وضعف البنية التحتية وأكدت بما لا يدع مجالا للشك كساد السياسة المغربية وفساد المنتخبين كما كشفت عن الإهمال والتهاون وسوء التسيير .
فمع أن التهاطلات مازالت في بدايتها ولم ينطلق موسم الخريف بعد فالسيول الأولى خلفت بالإضافة للكثير من الأرواح خسائر مادية جمة وسقطت قناطر صرفت عليها الملايير قد تكون مصنوعة من الشكلاطة لذلك سالت مع بداية السيل .
ذهل المغاربة من هول المشاهد التي تنقلها ووسائل التواصل الاجتماعي فضلا عن بعض المواقع الإلكترونية الجادة في غياب تام لقنوات الصرف الصحي العمومية التي تستمد استمراريتها من أموال الشعب البئيس .
مع كل هطول امطار يتكرر نفس السيناريو وبعض المسؤولين يسقطون سنويا في نفس الأخطاء لانهم يتبعون نفس النهج ونفس الحلول كل موسم وينتظرون نتائج مغايرة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غبائهم وأنهم ليسو في المكان المناسب .
فقدنا ارواحا بكى عليها المغاربة كالممرضة نعيمة الحيان صاحبة الفيديو المنقول من قلب الحافلة والتي كانت تعد لحفل زواجها بعد فترة خطوبة وقد حضر جنازتها الكثيرون ممن يعرفونها عن قرب وممن تعرفوا عليها من خلال الفيديو الذي وثقت من خلاله كارثة انجراف حافلة .
لقد سبق أن نشرت مديرية الأرصاد الجوية نشرة إنذارية وعوض أن يأخذ المسؤولون الإحتياطات اللازمة ويعدوا خطة استباقية يتم من خلالها نقل السكان وممتلكاتهم لأمكنة آمنة ويتم منع المرور من تلك الطرق المتهالكة حدث العكس تماما .
ولأن وراء كل نقمة نعمة فقد امتلأت الكثير من السدود والأنهار والوديان والآبار ولله الحمد بعد سنوات جفاف عجاف أتت على الأخضر واليابس ، وهناك سدود لم يتم على إشهر قليلة وامتلأت عن آخرها ولله الحمد .
وقد ابانت سياسة الملك الراحل وبعده الملك الحالي في بناء السدود عن نجاعة وبعد نظرهما وقد نجحت فعلا في تأمين السياسة المائية للمغاربة دون إغفال السياسة الغذائية بفضل ما تنتج الفلاحة بالمغرب .
خلاصة الأمر أنه لا يجب ان تمر هذه الكارثة مرور الكرام ويجب محاسبة كل المتسببين فيها حتى لا يتكرر مثل هذا الأمر مستقبلا فقد فقدنا بالإضافة للخسائر المادية خسائر في أرواح الأبرياء فضلا عن اختفاء الكثيرين ومنهم جنود الخفاء الذين أتوا خصيصا للإنقاذ كالكومندار يونس عبوي الذي مازال مصيره غامضا لحد كتابة هذه السطور .
يجب استخدام كل الآليات لإنقاذ الأحياءالمختفين فبعض التعليقات يؤكد أصحابها أنه لو تعلق الأمر بأجانب لتم تسخير كل الآليات ولتم بذل جهود جبارة .
لا ننكر المجهودات المبذولة من قبل مختلف القوات من قوات مسلحة ودرك وأمن وطني وقوات مساعدة ووقاية مدنية فضلا عن الأطر الصحية لكن يجب كذلك استعمال كل الآليات المتطورة التي نتوفر عليها من أجل الحفاظ على حياة المفقودين الأحياء .