صدى الأخبار
المقال الأسبوع للإعلامية والكاتبة دينا شرف الدين
بقلم الكاتبة دينا شرف الدين
و من جديد أعاود الحديث عن هذا الكم الهائل من الأذي الذي يتعرض له الكثيرين جراء التعامل مع آخرين عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي التي باتت شر لابد منه و خطر محيط علينا أن نتحصن بكافة الدفاعات ضده إن كان ولابد أن نستخدمه.
كتبت مرات و مرا ت عن هذا السم المدسوس بالعسل و ما قد ينخدع به الكثيرين ، و رويت لكم ما تعرضت له عن نفسي من قبل عندما تمت سرقة حسابي عن طريق أحد المتابعين المزيفين ، و الذي تعلمت بعده أنه لابد من التحقق و الحذر الشديد من هوية الشخص الذي نقبل أن يكون بقائمة الأصدقاء ، أما عن المتابعين فلا حيلة بالتحقق من حقيقة هوياتهم .
و عن قائمة الأصدقاء ، فقد تجد هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بالإعلامي أو الاعلامية و الذين عادة ما نتأكد أنهم مجهولي الهوية ، و هذا ما تعلمته مؤخراً بعدما اصطدمت بعشرات و ربما مئات الشخصيات التي تتبع هذه الطريقة.
فهذا الإعلامي او هذه الإعلامية ان كان ذلك كذلك ، فلا حاجة لإقحام اللقب قبل الإسم الذي من المفترض أن يكون معروفاً بحد ذاته.
أما عن عمق الأذي الذي قد يتسبب بالكثير من المشكلات الإجتماعية ، هذا الخطر الكبير الذي بات يهدد استقرار الأسر المصرية و قد يؤدي بكثير من الأحيان إلي تفككها ، ما يسمي بالعلاقات الإلكترونية السرية و ما ينتج عنها من ابتزاز و تشهير بين الشباب و البنات و المصيبة الأكبر بين الأزواج و الزوجات ، و هذا ما شاهدته بعيني من حالات انفصال و هدم لأسر بعينها جراء تلك العلاقات الإلكترونية الوهمية المريضة.
ناهيك :
عن الهوس الذي قد يصيب البعض تجاه الشخصيات العامة من الفنانين أو الاعلاميين ، و ما أكثر هؤلاء المرضي الذين قد أتاحت لهم وسائل التواصل المختلفة هذا التطاول و هذه الملاحقة المزعجة ، تلك التي تزداد حدتها كلما كان المرض النفسي أكثر حدة.
فقد اصطدمت شخصياً بما لا يصدقه عقل عندما توجهت لمباحث تكنولوجيا المعلومات لتحرير محضراً رسمياً بواقعة سرقة حسابي و اانتهاك الصفحة الرسمية لزوجي الفنان من خلال حسابي ، و التي توقعت أنها جريمة بشعة و حدث جلل !
و أثناء تواجدي بالإدارة لتحرير المحضر ، رأيت و سمعت و تفاجأت بما لم يستوعبه عقلي من كم هائل من الجرائم و الخراب و المجازر التي وقعت جراءً لهذا الهراء و خلف شاشات العالم الوهمي الإفتراضي ،
هذا الذي تحول لمنصات شديدة التأثير لتأليب الناس و شحنها بالأكاذيب و رميها بالباطل
نهاية :
أناشد عقلاء هذا الوطن بالحذر ثم الحذر في التعامل مع السوشيال ميديا ، بألا تكون مرآة يري بها الآخرين حياة بعضهم البعض الشخصية ، و ألا يطرح رواد التواصل تفاصيل حياتهم اليومية لحظة بلحظة بأدق خصوصياتها للآخرين مشاعاً ،
فهناك من المتربصين الذين يديرون حسابات وهمية لأشخاص غير موجودين أو حتي منتحلين لشخصيات حقيقية ، يترقبون و يدبرون للحظة الإنقضاض علي الهدف تماماً مثلما ينقض الحيوان المفترس علي فريسته بلحظة ضعف يحددها هو .
كما أناشد الجهات المسؤولة عن تقنين أوضاع استخدام وسائل التواصل المختلفة بتشديد الرقابة علي كل متجاوز و تغليظ العقوبة علي كل مجرم من عصابات الإنترنت .
و أخيراً ، أناشد جميع وسائل الإعلام و أصحاب الرأي و الكلمة و ذوو التأثير ، بضرورة وضع خطة عاجلة لتوعية المواطنين بمخاطر سوء استخدام وسائل التواصل و الإستغراق التام بها و كيفية التعامل بشكل سليم يوفر الحد الأدني للأمان و الإستفادة بمنافعها و تجنب أضرارها التي لا تعد و لا تحصي .