صدى الأخبار
أثار التداول واسع النطاق لمقطع فيديو يحتوي على صراع بين اثنين من تنين الكومودو على طريق رئيسي في مصر، العديد من التساؤلات حول ذلك النوع من الزواحف. وبالبحث، تبين أن الواقعة تعود للعام الماضي، وليست حديثة، وقد تمت إعادة مشاركة المقطع بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الساعات الماضية.
فقد كشف الفيديو خروج اثنين من تنين الكومودو وتصارعهما بالقرب من حقول زراعية، ما أثار الرعب والفزع في قلوب المارة الذي تصادف مرورهم على الطريق. وتساءل رواد التواصل عن سبب ظهور الكومودو في هذه المنطقة وخروجه على طريق رئيسي، كما طالبوا السلطات بملاحقته لتجنب إصابته للحيوانات والبشر والأطفال.
المشهد أعاذ للأذهان حلقات مقالب الفنان رامز جلال، التي عُرضت بقنوات MBC منذ عدة سنوات، بعنوان “رامز تحت الأرض”، حيث كان الحيوان الذي يندرج تحت فئة الزواحف يظهر ضمن المقلب أو الفخ الذي يقع فيه ضيف الفنان رامز جلال.
يذكر أن هناك العديد من الزواحف الضخمة والتي تشتهر بحجمها وقوتها، ولذا ستحاول “العربية.نت” تسليط الضوء عن واحد من أضخم السحالي الموجودة في العالم وهو ما يُسمى بتنين الكومودو.
وتنين الكومودو هو أضخم وأثقل السحالي في العالم، حيث يبلغ متوسط حجم ذكره 3 أمتار، ووزنه ما يُقارب 90 كيلوغراماً، فيما تنمو الإناث إلى 1.8 متر تقريبا. اسمه العلمي Varanus komodoensis. ويمتد عمره إلى 20 سنة وقد يصل إلى 30.
يأتي لون تنين الكومودو في مجموعة متنوعة من الألوان، بما في ذلك الأزرق، والبرتقالي، والأخضر، والرمادي، كما يتميز بجلده الخشن والدائم ويكون مقوى بألواح عظمية تسمى جلد العظمي (osteoderms)، بالإضافة إلى امتلاكه مخالب طويلة، وذيل عضلي كبير.
وبحسب المعلومات المتوفرة، يعدّ تنين الكومودو من الحيوانات المفترسة وأكلة اللحوم، إذ يستطيع أكل كلّ شيء بطريقه، بما في ذلك الغزلان والخنازير والتنين الأصغر وحتى جاموس الماء الكبير. وتماشيًا لما سبق فإنّه عند الصيد يتبع آلية التمويه والصبر في انتظار مرور الفريسة، في حين أنّه عندما يقبض على فريسته يستخدم مخالبه الحادة وأسنانه المسننة التي تشبه سمك القرش لانتزاع أحشاء فريسته.
ويعيش تنين الكومودو البالغ بشكل أساسي في غابات السافانا الاستوائية، فهو يفضل مناطق الأراضي المنخفضة المفتوحة ذات الحشائش والشجيرات الطويلة، ولكنه يتواجد أيضًا في البيئات الأخرى، مثل الشواطئ وقمم التلال وأحواض الأنهار الجافة.
ووفقاً لموقع “ناشيونال جيوغرافيك” وبعض وسائل الإعلام العالمية فإن تنين كومودو يسكن في جزر كومودو وجزيرة جوانغ رينتجا وبادار فلور الإندونيسية وتم اكتشافه في العام 1912.
يذكر أنّ تنين الكومودو الصغير هو شجري ويعيش في مناطق الغابات حتى يبلغ عمره ثمانية أشهر.
ولعاب تنين الكومودو يحتوي على آلاف الأنواع من البكتيريا والمئات منها سامة وقاتلة، يستخدمها لإنهاك وإضعاف فريسته بعضة منه، ثم يقوم بالانقضاض عليها ليلتهمها، كما أن أنفاس التنين يمكن أن تؤدي إلى حروق وتهيجات في البشرة بالنسبة للإنسان والحيوان.
الفريسة التي تهرب من بين فكيه يكتب لها الموت خلال 24 ساعة لكونها ستصاب بتسمم بالدم.
يتكاثر تنين الكومودو مرة واحدة في السنة ويكون موسم التزاوج في شهري يوليو وأغسطس.
تضع الإناث ما يصل إلى 30 بيضة بعد حوالي شهر من التزاوج، ويتم دفن البيض في الأرض ويستغرق الفقس حوالي 8 أشهر، ولكن هناك معدل وفيات مرتفع، لأنّها كثيرًا ما تقع فريسة للبالغين والأنواع الأخرى، نتيجة لذلك فهم ينتقلون إلى الأشجار القريبة بمجرد قدرتهم على ذلك.
يذكر أنّه عندما لا يكون هناك أيّة ذكور حول الإناث، فإنّها لديها وسائل أخرى للتكاثر؛ ويعود سبب ذلك هو امتلاكها كروموسومات جنسية من الذكور والإناث، وبالتالي يمكن أن تتكاثر إناث تنانين الكومودو من خلال عملية تسمى التوالد العذري (parthenogenesis).
وتنين كومودو مهدد بالانقراض بسبب إهمال الإناث في وضع البيض، والصيد غير المشروع، والتعديات البشرية، والكوارث الطبيعية.