هل فعلا خذل العرب إسرائيل .
كتب السيد اللواء الدكتور/ فوزى رمضان
ولا أدرى لماذا عندما يذكر العرب تتجه الأنظار إلى مصر ، وفى الداخل المصرى صدعونا ونحن طلبه فى بداية حياتنا الجامعية بشعارات ” ع القدس رايحين .. شهداء بالملايين ” ومبارك ” رحمه الله ” قالها ذات مرة صراحة للأخوة العرب : تعالوا وهاتوا جيوشكم وانا هفتح لكم الحدود ، اليوم الوضع مختلف تماما .
مؤامرة عظمى وتحدى كبير تخوضه القيادة المصرية فى ظل حالة الحراك السياسى التى يشهدها الشارع المصرى ، خاصة بعد أن أعلنت الهيئة العليا للإنتخابات عن بدء إنطلاق مارثون الإنتخابات الرئاسية وماتبعه من حالة “سعار” لجماعة الإخوان الإرهابية ومحاولات “يائسة ” للتشكيك وبث الفتنة فى الشارع المصرى وتصدير أشخاص بعينهم لخوض الإنتخابات الرئاسية ظنا منها أن الشعب المصرى جاهل بما يجرى من حوله . وأن المرحله تتطلب شخصا بعينه ، شخص له قدرات خاصة ، ويعلم الموأمات السياسية والتوازنات الدولية ، ويعلم حقيقة وضع مصر كونها رمانة الميزان فى منطقة الشرق الأوسط ، كونه رجل عسكرى فى المقام الأول .. ولاداعى للإطاله !!
إسرائيل بمنشوراتها التى ألقيت على سكان قطاع غزه تريد أن تفرغ قطاع غزه من سكانه بل وتصدر القضية إلى دول
الجوار ومصر تحديدا ، والقيام بهجوم برى واسع النطاق لـ إحتلال قطاع غزه . مصر فطنت للمخطط مبكرا ، وكان
موقفها واضح وجلى سواء من القيادة السياسية ، وقد شاهدنا الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع الأحداث لحظة
بلحظة منذ وقوعها من خلال مركز إدارة الأزمات الإستراتيجى وماتبعها من تحركات وإتصالات على مستوى الرئاسة
المصرية ، أو على مستوى الخارجية المصرية لـ وقف التصعيد والعدوان واللجوء إلى طاولة المفاوضات .
وهناك أيضا تحركات عربية أخرىسواء من جانب ملك الأردن أو السعودية ، من أجل إحتواء الأوضاع الإنسانية المتأزمة
فى قطاع غزه والأراضى الفلسطينية المحتلة التى جاءت ردا على العملية التى نفذتها حركة حماس ، وكتائب عز
الدين القسام والتى سميت ” طوفان الأقصى ” بدأت العملية فى صباح يوم الـ 7 من أكتوبر الجارى عندما نفذت حركة
حماس الفلسطينية هجوما مسلحا ضد قوات الإحتلال الإسرائيلى فى عملية وصفت بأنها أسوأ اختراق لدفاعات
إسرائيل منذ 50 عاما وأطلقت فيه حماس أكثر من 2500 صاروخ . أما مقاتلوها الذين استخدموا طائرات شراعية
ودراجات نارية ومركبات دفع رباعي فتغلبوا على الدفاعات الإسرائيلية واجتاحوا بلدات وتجمعات سكنية موقعين 1300
قتيل واحتجزوا العشرات من المدنيين والعسكريين كرهائن ..
وبعد أن عادت قوات المقاومة إلى ثكناتها بغنائمها وأسراها من المواطنين والضباط والجنود ومخلفين ورائهم مئات
القتلى من الإسرائليين ، بدت الصدمة والذهول واضتحين على الحكومة الإسرائيلية ، وكبار قادتها وقد هالهم ماحدث
وأربك حساباتهم ، وبدت مظاهر القلق والحيرة ظاهرة عليهم ، وقد فاقم الأمر سوءًا الصورُ التى تناقلتها وسائل
الإعلام للمستوطنين ، والتي أظهرت فداحة الهجوم عليهم وآثار العملية وكشفت الخسائر التى تكبدتها قواتهم
ومستعمراتهم التى بدت هشة أمام همات قوات المقاومة ، خاصة قى ظل إرتفاع أعداد القتلى والمصابين .. إلخ
الرواية الإسرائيلية الكاذبة التى صدرتها للغرب ، والأبواق الأمريكية المتواطئة جعلت نتنياهو يلجأ إلى الصدر الحنون
USA يحكى لها مالحق به من عار ودمار ، طاليا منها الوقوف إلى جانبه ، بكل تأكيد هو يقلب الحقائق ويكذب فى
روايته ، وهو يستحضر لهم مشاهد القتل والفظائع التى تعرض لها الإسرائيليين واصفا الفلسطينيين بالدواعش وأن
مقاتليهم ” جيش الدولة الإسلامية ” متهماً حركة حماس بأنها فعلت فعلهم وقتلت مثلهم ، وذبحت وقطعت الرؤوس
ومثلت في الأجساد وقتلت الأطفال والرضع واغتصبت النساء ، وأنه ينبغي على العالم كله أن يقف مع “دولة
إسرائيل” ضد الدواعش الجدد ، وأن يتحالف لقتالهم ، ويعمل على استئصالهم والقضاء عليهم .. إلخ
قلب نتنياهو الحقائق ، وزور الوقائع ، كما زور التاريخ من قبل ، وكذب في روايته وصدق ” بايدن ” رواية إنهيار قوات بنى
صهيون ، وتألم للمشاهد ، وسمع العالم كله تصريحات بايدن التى إنجازات لـ إسرائيل ، وتحركت مقاتلات أمريكا ،
أسطولها فى البحر المتوسط ، حاملة طائراتها ، قواتها الخاصه ، وبوارجها ، ووصلت طائراتها المقاتلة من طراز “إف-
15” إلى منطقة القيادة المركزية ، بهدف تعزيز العمليات الجوية في منطقة الشرق الأوسط ، وبدى المشهد وكأنما
الحرب العالميه تدق الأبواب طبولها .
مهانة مابعدها مهانة ، شعوب مقهورة تدافع عن حقها العيش فى أمن وأمان ولاتجد من يساندها ، ومجتمع دولى
وقوى عظمى متخاذل يكيل بمكيالين ، وقوى غاشمة تعربد بلا رادع ولا وازع ، وعالم عربى لاحول له ولاقوة يشجب
ويدين ويتستجدى ، ولا أحد يسمع له فى رحى الحرب الدائرة .. لكِ يا مِصْرُ السلامة , وسَلامًا يا بلادي. إنْ رَمَى
الدهرُ سِهَامَه, أتَّقِيها بفؤادي . واسْلَمِي في كُلِّ حين !!