صدى الأخبار
كتب – محمود الهندي
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي؛ ندوة بعنوان: (الوعي الوطني والتحديات والمخاطر الراهنة)، ونظمتها لجنة التربية وعلم النفس، ومقررها الدكتور معتز سيد عبد الله، وشارك فيها كل من: الدكتور أحمد الشربينى السيد؛ رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وعضو لجنة التاريخ والآثار، والدكتور حامد عيد؛ الأستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة ومقرر لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكارى، والدكتور محمد أمين المفتى؛ الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس وعضو اللجنة، والدكتور محمد سالمان طايع؛ أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة القاهرة وعضو لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس .
أوضح الدكتور حامد عيد أنه تجدر الإشارة إلى عاملين مهمين يتعلقان بطبيعة المناخ السياسي والثقافي الذي كان سائدا في مصر؛ حيث أن الحياة السياسية في مصر كانت تعج بالحركة والنشاط، الذي تحركه روح وطنية عالية، كان هذا الجيل يدين بالانتماء إلى وطنه مصر، وهو ما كان له دوره المهم في تشكيل الوعي السياسي المبكر لدى هؤلاء الأستاذة العظام خلال مرحلة دراستهم الجامعية الأولى ويبدو هذا التأثير عليهم في أن أحداً منهم لم يفكر في البقاء والاستمرار في الدولة التي درس فيها على غرار و ما حدث مع الأجيال اللاحقة عليهم وإنما سارعوا جميعًا بالعودة إلى الوطن .
وتابع فى مختتم حديثه مؤكدًا أنه فيما يخص المناخ الثقافي العام في مصر فكان ممتلئًا هو الآخر بالحيوية والنشاط وبصورة ربما لم تعرفها مصر في تاريخها؛ حيث ازدهرت الثقافة وتنوعت روافدها ومصادرها كما كان لها رموزها وأعلامها وأقطابها من صفوة المفكرين والمتفقين والأدباء والفلاسفة والكتاب ممن طبعوا بصماتهم القوية على هذا الجيل من الشباب وعلى الأجيال المصرية التي تلته، ولا شك في أن هذه الثقافة الوطنية الثرية النابعة من تراث مصر الحضاري والفكري والديني والأدبي كانت من بين العوامل المهمة التي أسهمت في إنضاج وعيهم وتكوين إهتماماتهم وتعزيز إنتمائهم لبلدهم وفي ربطهم بمجتمعهم عقليًا ووجدانيًا ونفسيًا، وظل هذا الشعور القوي بالانتماء للوطن يلازمهم ولا يفارقهم حتى وان إغتربوا أو ابتعدوا عن مصر لبعض الوقت؛ فقد كانت مصر الحضارة والثقافة والتاريخ تعيش في داخلهم وهذا ما فعلته الثقافة بهم وأثرت به فيهم وهي الثقافة التي لم تكن غريبة عنهم أو وافدة إليهم من مجتمعات وثقافات أخرى بعيدة على نحو ما حدث فيما بعد. وهكذا فقد تعددت أسباب هذا النبوغ والتميز والتفوق وتضافرت بتأثيرها مع بعضها على نحو ما أشرنا إليه من الأسرة إلى المدرسة إلى الجامعة إلى المجتمع إلى المناخ السياسي والثقافي العام . كانت كل تلك العوامل هي التي أسهمت في تكوين هذه الشخصيات والرموز العلمية الكبيرة التي بذلت واعطت وضحت ولم تحصل في المقابل إلا على أقل القليل لكنها بقيت على مر الأجيال طاقة إيجابية هائلة ومركزًا من مراكز التحفيز والإلهام.
فيما أشار الدكتور محمد المفتى إلى أن مفهوم اصطلاح الانتماء يعنى الانتساب إلى مجموعة أو مجتمع أو ثقافة أو دولة، بينما يُقد باصطلاح الوعى الإحساس بالوجود الداخلي والخارجي، أو درايه العقل بالعالم من حوله، ويشير قاموس كمبردج أن الوعى هو حالة فهم أو إدراك شئ ماحالة، ويقصد بذلك إدراك المرء بمحيطة والاستجابه إليه، أو إدراك الفرد لأشياء معينة فى الموقف أو الظاهرة، وتابع موضحًا أن اصطلاح الوطن يشير إلى أرض وشعب ينتمى إلى هذه الأرض، بينما يمثل الوعي الوطنى الإحساس الجمعى للشعب بالوجود الداخلي والخارجي لما يحدث في وطنه، وما يواجهه من تحديات ومخاطر و يستجيب لها، وفى مختتم حديثه أكد أن أبرز ما يواجهه الشعب من تحديات تتمثل فيما يحدث من تطورات أو تغيرات أو مشكلات أو معوقات سواء كانت إجتماعية أو إقتصادية أو ثقافية أو سياسية، مشيرًا إلى أن التحديات إذا لم يتم التصدى لها تتحول إلى تهديدات، والتى تشكل بدورها خطرًا كبيرًا إذا تركت دون مواجهة .