كتبت/د/شيماء صبحى
التخلي يعني ان نعي ما نحتاجه، وأن ندرك ما هو مؤقت و ما هو مستمر، بمعنى هو هندسة ترتيب عقود الاولويات والحقائق بالاضافة ل الامكانيات والاهداف والاشخاص بالمرحلة المقبلة فالحياة دائماً تضعك عند مفترق طرق، ف لا تغرنك البدايات ولا تخدعك الشعارات والاقاويل وغيرها من الاساليب بل كن مستعداً دائماً كانك ولدتَ لتتخلى!
ويصعب علينا التخلى عن الأشياء التي إخترناها بقلوبنا.
فلا هى إكتملت لتسعدنا
ولا هي تركت قلوبنا كى تعيش الحياة
تخلى عن كل ما يؤذيك
التخلى = قوه + حريه
الحياة ليست ساحةً للمُكابرة
و لا ميدانًا لإثبات القُدرة على التحمُّل
التجارب تُخاض لننمو لا لننزف على أعتابها بلا جدوى
كم من روحٍ أنهكها الإصرار على ما لا يستحق ؟
و كم من حلمٍ تلاشى لأنه لم يُترك فى الوقت المناسب ؟
الحكمة ليست فى البقاء رغم الخسائر
بل فى معرفة متى يكون الرحيل إنتصارًا
لا عيب فى الإنسحاب إن كان السبيل الوحيد للنجاة
فبعض الأبواب لا تفتح مهما طرقناها
و بعض الطرق لا تؤدى إلا فى الوقت المناسب يتجاوز المرء جميع الأشياء، ماعدا مأساة أنه قد خُذل في موضع طمأنينة
فلاتندم على حب عشته.
حتى ولو صار ذكرى تؤلمك.
فإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبقى منها غير الأشواق
فلا تنسى إنها منحتك عطرآ جميلآ اسعدك لا تكسر ابدآ كل الجسور مع من تحب فربما شاءت الأقدار لكما يومآ لقاء آخر
يعيد مامضى ويصل ما انقطع
فإذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري ربما انتظرك عمر أجمل.
وإذا فرقت الأيام بينكما فلا
تتذكر لمن كنت تحب غير كل إحساس صادق ولا تتحدث عنه إلا بكل ما هو رائع ونبيل فقد اعطاك قلبآ واعطيته عمرا وليس هناك اغلى من القلب والعمر في حياة الإنسان.
لمن أراد التخلى عنك لا تقل أنك لا تستطيع العيش من دون شخص ما ستعلّمك الحياة أنها لا تقف على احد ستجد نفسك يا صديقي تستطيع العيش بالجميع وبِبعضهم وبدونهم .
أقصي الجوانب ظلاماً داخل أنفسنا ، تلك التى كشفها لنا أولئك الذين تخلوا عنا فى أشد لحظاتنا ضعفاً وأكثرها حاجةً.
هؤلاء الذين أفلتوا أيدينا فى جلَّ تمكسنا بهم.
الجانب الذى بات واضحاً جلياً ساطعاً ، عرفنا بفضله أننا قادرون على المضى قدماً وحيدين.
وحيدين تماماً مهما كان ألم الفقد موجعاً ، لم يعد بإمكاننا التشبث بأى إنسان أو التعلق بأشياءٍ ، حتى بتلك التى كانت تبهجنا فى يومٍ من الأيام.
أصبحنا قادرين على التخلى وأصبح جميع البشر غرباء.
أؤمن أن جميع الأمور السيئة التي قد حدثت لي جاءت لتحميني من أمور أشد سوءاً منها .. وأن الله ما أخذ مني إلا ليعطيني الأفضل .. وما أخَّر علي أمراً تمنيته وحملته في كل أدعيتي إلا لأنه سيأتيني به في الوقت المناسب .
يأتي كل شيء في توقيته الذي يراه الله مناسبًا لنا وتجهله محدودية بصيرتنا، وأنا أؤمن جدًا بذلك، فكل شيء بميعاد، وكل شيء له وقت، وعندما يأتي الوقت المناسب ستجد كل شيء يحدث بأدنى حد من المجهود؛ ما قُدِّرَ له الانتهاء سينتهي.
وما قُدِّرَ له البدء سيبدأ.
وما قُدَّر له النسيان، ستنساه.
كل شيء سيأخذ مساره الصحيح!
الضغط على النفس لتغيير واقع لم يحن وقتُ تغيِيرِه جهد مهدور وهَلكة للنفس.