السعودية / هتان سعيد زمزمي
صدر كتاب قصصي حديث في أدب الطفل، بعنوان “في بيتنا مشكلة صغيرة”، يحمل بين صفحاته رسالة عميقة وهادفة مصاغة بأسلوب لطيف ومُحبّب للأطفال. يمثل إضافة نوعية للمكتبة العربية، خاصةً في مجال القصص التي تعالج التحديات اليومية بطريقة إيجابية وتربوية.
تتناول القصة التي صاغتها الكاتبة المبدعة غفران محمد هريس، مشهدًا يوميًا عابرًا يحمل في طيّاته معاني عميقة، حيث تمرّ الأم بوعكة صحية تُفقدها صوتها، فتتحول تفاصيل اليوم العادي داخل المنزل إلى مغامرة صغيرة تختبر تماسك الأسرة وتعاون أفرادها في غياب اللغة المنطوقة. بأسلوب دافئ ولغة مشوقة، تنقل الكاتبة مشاعر الأطفال، ودهشتهم، ومحاولاتهم لفهم الموقف والتكيّف معه بروح من المسؤولية والحب.
ويهدف الكتاب إلى غرس قيم إنسانية وتربوية في نفوس الصغار، من أبرزها المبادرة والمساعدة والتعاون، الصبر والتعاطف، وتنظيم الوقت في الأوقات الطارئة، إضافة إلى تنمية مهارة حل المشكلات بهدوء وذكاء، كما يشجع العمل على تعزيز مفهوم المسؤولية المشتركة داخل الأسرة، وتنمية قدرة الطفل على التواصل غير اللفظي وفهم الحالات الصحية التي قد يمر بها أحد الوالدين.
واستظاعت الكاتبة غفران هريس، التي تهتم بأدب الطفل وقصصه التربوية، أن تقدم عملاً يمزج بين الخيال الواقعي والرسالة التربوية الرفيقة، فيما أضفت رسومات رفيدة الخطابي روحًا مرحة تُكمل الصورة وتقرّب القصة إلى قلوب الأطفال.
وأثْرت رسومات الفنانة رفيدة الخطابي القصة بشكل لافت، حيث استطاعت أن تترجم الأحداث والمشاعر بأسلوب بصري دافئ ومُعبّر، يلامس خيال الطفل ويجعله جزءاً من تفاصيل البيت. التناغم بين النص والرسومات خلق عملاً فنياً متكاملاً، يضمن تجربة قراءة ممتعة لا تُنسى.
يُذكر أن كتاب “في بيتنا مشكلة صغيرة” متوفر الآن في المكتبات الكبرى في المملكة العربية السعودية، ويُتوقع أن يحظى بإقبال كبير من الأسر والمربين الباحثين عن قصص تثري الوجدان وتعزز السلوك الإيجابي لدى أطفالهم.
ويُعد هذا الإصدار إضافة نوعية إلى مكتبة الطفل العربي، ورسالة راقية تدعو إلى بناء جيلٍ أكثر وعيًا وتعاونًا داخل الأسرة، حيث تتحول “المشكلة الصغيرة” إلى درس كبير في الحب والمسؤولية والدفء الإنساني.













