كتبت د/غادة حجاج
كما تدين تدان: قانون الحياة البسيط
هل حدث ذات يوم أن قدمت مساعدة لصديق في أزمته، ثم فجأة وجدت من يساعدك عندما وقعت في مشكلة؟ أو ربما قابلت شخصًا بمبتسم، فرد لك الآخرون الابتسامة؟
هذا بالضبط ما تعنيه “كما تدين تدان”.
إنها ليست مجرد كلمات نرددها، بل هي قانون الحياة الذي نعيشه كل يوم. ببساطة: ما تضعه في الحياة يعود إليك.
زرع و حصاد
تخيل الحياة كحقل كبير…
إذا زرعت فيه بذورًا جيدة من المعاملة الطيبة، والكلمة اللطيفة، واليد المساعدة، فستجني ثمارًا حلوة من الحب والتقدير والمساندة عندما تحتاجها.
أما إذا زرعت فيه بذورًا سيئة من الظلم، أو الأذى، أو الغش، فستحصد شوكًا من المشاكل والندم.
كلمات قديمة ترويها لنا الجدّات، لكنها تظل حية في حياتنا كالشمس والنهار. إنها ليست مجرد حكم نرددها، بل هي قوانين بسيطة للحياة نراها تتكرر كل يوم.
كل ساقٍ سيسقى بما سقى
تخيل معي أن الحياة نهر عطشى، وكل منا يحمل كوبًا من الماء…
· إذا أعطيت كوب الماء لعطشان، سيتذكرك الآخرون عندما تكون أنت العطشان.
· إذا بخلت بماءك على الناس، فاحذر أن تجد كل الأكواب مغلقة عندما يعطش حنجرتك.
هذا هو المعنى الجميل: ما تعطيه يعود إليك.
الطبيب الذي يعالج الفقراء مجانًا، سيجد من يعالجه بلا مقابل عندما يمرض.
والتاجر الأمين الذي لا يغش زبائنه،سيجد الناس تثق به وتشتري منه.
والابن الذي يبر والديه،سيجد أولاده يبرّونه عند الكبر.
على الباغي تدور الدوائر
أما هذه الكلمات فتحمل تحذيرًا رقيقًا: من يحفر بئرًا لأخيه، يقع فيه.
· الطالب الذي يسخر من زملائه، سيجد من يسخر منه يومًا.
· والجار الذي يؤذي جيرانه، سيعيش في حي لا أحد فيه يساعده.
· والغني المتكبر الذي يحتقر الفقراء، سيعرف معنى الوحدة حتى مع أمواله.
الدوائر تدور حقًا… فمن كان في القمة اليوم، قد يكون في الأسفل غدًا. ومن ظلم الآخرين، سيعاني من الظلم.
خلاصة بسيطة
هذه الحكم ليست لتخويفنا، بل لتذكرنا بأن:
· العطاء استثمار في سعادتنا وسعادة غيرنا
· الظلم دين سيُرد لصاحبه يوماً ما
· الدنيا دوارة… ما نفعله اليوم سنجده غداً
فلنحمل أكواب ماء الخير لنروي بها ظمأ الآخرين، ولنحسن إلى الناس كما نحب أن يُحسن إلينا. وليكن قلبنا نقيًا لا يعرف البغي ولا الظلم.
فالحياة بسيطة… كما تزرع تحصد، وكما تسقي تُسقى.












