بقلم /دلال ندا
تحل اليوم ذكرى وفاة الصحفي الكبير علي أمين، أحد أعمدة الصحافة المصرية، والذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الإعلام العربي. وُلد علي أمين في 21 فبراير 1914، وكان شقيقًا للتوأم الصحفي الشهير مصطفى أمين، حيث شكّلا معًا ثنائيًا مبدعًا أحدث ثورة في الصحافة المصرية من خلال تأسيس جريدة “أخبار اليوم” عام 1944.
رحلة في عالم الصحافة
بدأ علي أمين مسيرته في الصحافة منذ شبابه، حيث تأثر بوالده الذي كان كاتبًا ومفكرًا بارزًا. التحق بكلية الهندسة بجامعة لندن، لكنه وجد شغفه الحقيقي في عالم الصحافة، فعاد إلى مصر ليؤسس مع شقيقه جريدة “أخبار اليوم”، التي أصبحت واحدة من أهم الصحف المصرية والعربية، بفضل أسلوبها المبتكر وسعيها إلى نقل الأخبار بموضوعية وجرأة.
إرث علي أمين في الصحافة
لم يكن علي أمين مجرد مؤسس لصحيفة، بل كان صاحب رؤية ورسالة إعلامية واضحة، حيث اهتم بتقديم محتوى يعكس نبض الشارع المصري، ويواكب الأحداث المحلية والعالمية. وكان له دور كبير في ترسيخ تقاليد الصحافة الحديثة في مصر، حيث تبنى أساليب جديدة في الكتابة الصحفية، مثل التحقيقات الاستقصائية والحوارات المباشرة، التي جعلت الصحافة أكثر قربًا من القارئ.
مبادرات إنسانية واجتماعية
إلى جانب عمله الصحفي، عُرف علي أمين بمبادراته الاجتماعية، وكان من أبرزها “فكرة عيد الأم”، التي طرحها لأول مرة في أحد مقالاته عام 1956، وسرعان ما تحولت إلى احتفال رسمي في مصر والدول العربية. كما كان له دور في دعم قضايا المحتاجين من خلال الصحافة، حيث أطلق العديد من الحملات الخيرية التي ساعدت الفقراء والمحتاجين.
رحيله وإرثه الخالد
رحل علي أمين عن عالمنا في 3 أبريل 1976، لكن إرثه الصحفي ظل خالدًا، واستمرت “أخبار اليوم” في تقديم رسالتها الإعلامية مستلهمة روح الإبداع والجرأة التي غرسها مؤسسها. لا يزال اسمه رمزًا للصحافة الجادة والمهنية، ويظل تأثيره حاضرًا في عالم الإعلام حتى يومنا هذا.
في ذكرى رحيله، نستذكر جهود علي أمين وإسهاماته التي أثرت في تشكيل وعي الأجيال، ونؤكد على أهمية الصحافة الحرة التي تعبر عن صوت الناس وتدافع عن الحقيقة.