كتب تامر بسيونى
في مشهد جديد من مشاهد التفاني والانضباط الذي عوّدتنا عليه المؤسسة الشرطية المصرية، نجح أحد ضباط المرور الشرفاء التابعين لإدارة مرور بولاق في التصدي لواقعة خطيرة كادت أن تُشكل تهديدًا لأرواح المواطنين، وذلك خلال قيامه بمهامه الاعتيادية في تأمين الطرق وضبط المخالفين.
بدأت الواقعة عندما استوقف الضابط سيارة ميكروباص تحمل لوحات ملاكي، ما يخالف بشكل صريح شروط التراخيص، حيث إنه غير مسموح قانونًا للسيارات الخاصة بتحميل ركاب أو العمل كوسيلة نقل جماعي. وبمجرد فحص أوراق السيارة تبين أنها خالية من رخصة قيادة، بلا رخصة تسيير، ولا حتى بطاقة تحقيق شخصية للسائق، بالإضافة إلى أن ترخيص السيارة منتهي منذ 15 مارس 2024، أي منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وأمام هذا الكم من المخالفات، قام الضابط المحترم بسحب السيارة إلى قسم مرور بولاق، وتم تحرير المحضر اللازم واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة، تنفيذًا للقانون وحرصًا على حياة المواطنين.
لكن ما لم يكن متوقعًا، هو ما أقدم عليه أحد الأشخاص ويدعى أحمد عاطف، والذي لا تربطه أي علاقة قانونية بالسيارة – المسجلة باسم “سكينة عقل” – حيث توجه إلى الضابط بصوت عالٍ وبأسلوب استفزازي، محاولًا تعطيل الضابط عن أداء عمله والتشكيك في سلامة الإجراء المتخذ، رغم وضوح المخالفات الجسيمة.
وبالرغم من محاولات الضابط شرح المخالفة بكل احترام وهدوء، أصر الشخص على التجاوز وتوجيه كلمات غير لائقة، في محاولة لتشويه صورة الضابط، مستغلًا بعض منصات التواصل الاجتماعي لشن حملة ممنهجة ضده.
وهنا نتوقف لنسأل: كيف كانت السيارة “ممسوكة” وهي خارجة للعمل منذ أربعة أيام بدون أي مستند قانوني، لا ضرائب، لا رخصة، ولا حتى سائق مرخّص؟! وهل أصبح الالتزام بالقانون جرمًا يستحق عليه الضابط الهجوم؟!
إن هذا الضابط هو نموذج مشرف لرجل الشرطة المصري، الذي يؤدي واجبه في أصعب الظروف وأشد التحديات، وهو وأمثاله من الضباط هم حائط الصد الأول لحماية أرواح المواطنين ضد الفوضى والاستهتار الذي يمارسه البعض على الطرقات.
ونحن من هنا، نطالب بتقديم بلاغ رسمي إلى سيادة النائب العام ضد كل من أساء إلى هذا الضابط المحترم، سواء بالقول أو بالتشهير عبر منصات التواصل الاجتماعي، ونطالب بمحاسبة السائق المخالف وكل من شارك في تعريض حياة الناس للخطر.
كما نهيب بكل الإعلاميين وأبناء مصر الشرفاء بالوقوف إلى جانب رجال الشرطة الأوفياء، وخاصة ونحن نحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة، تلك الثورة التي استعادت هيبة الدولة والقانون.
تحية لكل ضابط شريف يؤدي واجبه دون خوف أو مجاملة، وتحيا مصر…