بقلم: إيمان سرحان
في زمنٍ تتكاثر فيه دعوات التفرقة، ويعلو فيه ضجيج الكراهية، يبقى الحب والتسامح هما الطريق الأصدق لبناء وطن يحتضن الجميع. وبين طيّات سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نجد نورًا يهتدي به كل قلب صادق، حين أوصى بالرحمة، ودعا إلى احترام الآخر، أيا كانت عقيدته.
“من آذى ذميًّا فقد آذاني”
بهذه الكلمات النبوية الخالدة، حسم رسول الإسلام العلاقة مع غير المسلمين، مؤكدًا أن احترامهم ليس فقط واجبًا دينيًا، بل التزام إنساني يعكس جوهر الإسلام وسماحته.
في مصر، الأرض التي باركها الله، تلاقت المآذن مع الأجراس، وتعانقت الأعياد، وسجل التاريخ بمداده أن المسلم والمسيحي شريكان في الحب والتضحية، والدم والتراب.
اليوم، في وجه كل فكر متطرف، نقولها بوضوح: لا للتطرف، لا للفتن، لا لصوت الكراهية.
نقول: نعم للحب، نعم للتسامح، نعم لمجتمع واحد يجمعنا تحت راية الوطن.
علموا أبناءكم أن المحبة لا تُقاس بالديانة، بل تُقاس بالإنسانية.
اغرسوا فيهم أن الاختلاف رحمة، وأن اليد التي تُصافح أقوى من اليد التي تُفرّق.
فلنكن كما أراد لنا نبي الرحمة: رسل سلام، لا قضاة على البشر.
ولنصنع معًا وطنًا، عنوانه: “حب لا تطرف… وتسامح لا يَفنى.”