بقلم: إيمان كاظم خلف
يبدو أننا نعيش في عصر جديد، عصر التفاهة قد بدأ! إذا كنت لم تدركه سأخبرك عنه قليلاً، إنه زمن مختلف عن كل ما عاشته البشرية سابقا، لا يحتاج منك أن تشغل بالك، لا داعي للتفكير فقط استرح، هناك من يفكر عنك، استرخ على الكنبة وتناول فنجان بكل هدوء، اضغط على زر الجهاز ستشاهد كل ما لذه وطاب هناك عالم فيه كل ما يخطر ببالك، الأمر سهل، جميلة الجميلات تتصدر الشاشة الآن، الجميع منبهر بها اجتمع خبراء الأرجل والموضة لتقييم الارجل ها هي أجمل أرجل في العالم! يحتدم النقاش والخصام حول قياس خصرها وحول سيقانها الرشيقة!
ثم يأتي السؤال
هل هناك أعضاء أخرى في جسدها تستحق الأضواء؟
لا نعرف سننتظر النتيجة.
المهرجين يغزون المنصات يتحدثون بكل شيء أنهم أشخاص مهمين، أصبحوا ذوي قيمة عليًا، هم الآن من يضعون القيم للمجتمع القيم التي ما سمعوا عنها يوما!
يقلدهم الصغار حتى أنهم تسلموا مناصب في الدولة وأصبحوا أهم رموز الحياة المعاصرة، العالم أصيب بالجنون انحسرت الثقافة والفنون وبات الذوق العام بمنتهى الرديئة، لا وقت للجميع كل شيء أصبح مستهلك، انعدم التفكير حتى غدً التأمل والتفكر نوع من الخلل والعبث وتضييع الوقت لأنه لا يوجد وقت لشيء، اخليت المساحات في كل مكان للمنحرفين والحمقى، لم يتركوا للعاقل بقعة صغيرة تجعله يشعر بأن وجوده له قيمة!! ضيقوا عليه كل شيء حتى أصبح كالمشرد المعتوه!!
اقتبس هنا كلمات للفيلسوف العربي ابن خلدون قالها قبل قرون عديدة لكنها تنطبق ع واقعنا الحالي.. حين يغدو العاقل معتوه ويظهر السفيه للعلن والترحيب فأن النتائج وخيمة
حيث يقول:
أن الانسان الحر إذا طال به التهميش يصبح كالبهيمة لا يهمه سوى الاكل والشرب والغريزة!
للأسف هذا ما يحدث ومالا يخفى ان وسائل الاعلام التي لا يسعني الا ان اقول عنها اهم وسائل التجريم لها الفضل العظيم في اظهار السوء والسيئين والتعتيم على المثابرين الشجعان الذين يقفون وحدهم مع ظروفهم وازماتهم يدخلون حروبا لا أحد يعلم بها.. يجتازون الكثير.. يحققون نجاحاتهم لا ينتظرون التصفيق من أحد..
اما بالنسبة للشق الاخر الذي يحتل القسم الاعظم من الاخبار فهو الفضائح، ستقرأ هذه العبارة دائما
هناك خبر الفضيحة التالية التي تتصدر اليوتيوب وتيك توك يجب ان تراها وتعطي رأيك انت ايضا!! ولا تنسى التصويت لأحد المشاهير ذاك المختل انه يجعل الجميع يضحكون باستمرار في جميع المنصات فهو يتكلم بكلام بذيء، بالتأكيد هو يحظى بأعلى ارقام المشاهدات ويحظى
بدعوات من وجهاء السلطة فهم يرونه أحد رموز المجتمع المهمين والملهمين يغدقون عليه بالهدايا والإتاوات، انه قدوة الاجيال القادمة الامر يفوق التصور، كأن مشاكل العالم من حروب وازمات لا تكفي!!
ان مسؤولية كل هذا الخراب يتحملها الجميع وكل انسان شريف واعي لم تعبث بعقله الميديا حتى إذا كان العالم سينتهي نهاية مأساوية بسب ظروف بيئية الافضل ان نترك ورائنا شيء يستحق الذكر على الأقل.