✍️ بقلم: مرفت فهمي حجازي
عبدالرحمن خالد… اسم أصبح وجعًا في قلب أم لا تنام، ونبضًا مفقودًا في بيت كاد أن ينطفئ.
عبدالرحمن، طالب في الصف الثالث الثانوي، من قرية ديسط – مركز طلخا، خرج من بيته ذات صباح، لكنه لم يعد حتى الآن. كان آخر عهده بأهله يوم 25 يونيو 2025، بعد درس الفيزياء، ومن وقتها انقطعت أخباره واختفى أثره.
بدأت الحكاية بعد امتحان اللغة العربية، حين لاحظت أسرته تغيرًا كبيرًا في حالته النفسية. عبدالرحمن انطوى على نفسه، واعتزل أهله في غرفته، لا يتحدث، لا يضحك، ولا حتى يشتكي.
وفي صباح يوم اختفائه، احتضن والدته وقال لها جملة غريبة:
> “متزعليش مني لو صدر مني أي حاجة.”
كلماته كانت إنذارًا لم تفهمه الأم إلا بعد فوات الأوان… حاولت أن تطمئن عليه، طلبت من شقيقه أن يرافقه إلى الدرس، لكنه اختفى بعدها مباشرة.
آخر ظهور لعبدالرحمن كان عبر كاميرات المراقبة، وهو يركب سيارة متجهة من ديسط إلى (طلخا / المنصورة)… ومنذ تلك اللحظة، لا أخبار، ولا تواصل، ولا حتى إشارة تطمئن القلوب الحائرة.
اليوم كان امتحان الفيزياء، وكانت أمه تُمني النفس بأن يخرج من مكانه الغامض ليؤديه، علّه يعود معها إلى الحياة… لكن عبدالرحمن لم يحضر، والخيبة كسرت قلبًا مكسورًا من الأساس.
رسالة إلى عبدالرحمن… إن كنت تقرأ:
يا عبدالرحمن، أمك بتموت كل لحظة وأنت غايب عنها، مش قادرة تنام ولا تاكل، عينيها جفت من كتر البُكا، وقلبها بيتقطع في الدقيقة ألف مرة.
صدقني، لا الثانوية العامة تستاهل، ولا أي فشل أو إحباط يستحق إنك تغيب عن حضن أمك