صدى الأخبار
د.يوسف حسن/ للمرّة السادسة منذ اندلاع الحرب على غزة يجري أنطوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي زيارة طارئة الى المنطقة. وتتزامن هذه الزيارة، مع تحديات أمنية وإقتصادية وسياسية جمّة تواجهها الحكومة الأميركية ما وضعها في موقف ضعيف لا تحسد عليه بالنسبة للانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، وضيّق آمالها في تحقيق إنتصار سياسي على منافسها الجمهوري في المعترك الإنتخابي القادم.
المأزق في أوكرانيا، وفشل توقعات واشنطن تجاه الصين، وتزايد توجه الدول العربية نحو الصين وروسيا، والفشل في إحياء الاتفاق النووي مع إيران، والردود غير المسبوقة التي تنفذها إيران والقوات الحليفة لها في العراق وسوريا، ومؤخراً، هجمات اليمن المتكاثرة والمُكثّفة والقاصمة لأسطول الحرب والتجارة الأمريكية، جملة من العوامل الخطيرة والمتفاقمة التي تُشير الى تراجع شعبية حكومة الديمقراطيين في الولايات المتحدة.
تشير الأدلة إلى أن بلينكن يتّجه إلى المنطقة لوقف الحرب على غزة، وذلك بناءً على طلب إيراني. لأن أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين، قال مؤخراً: إن السفير رومانوفسكي في العراق حاول تحذير إيران من خطورة فوز ترامب بعد هجمات الفصائل العراقية على القاعدة الأمريكية على حدود الأردن وسوريا ومقتل 3 جنود أمريكيين، وأن المسؤولين الحاليين في البيت الأبيض بأمسّ الحاجة في الوضع الحالي إلى توجيه ردّ عسكري على مقتل الجنود الأميركيين من أجل إقناع الرأي العام لديهم.
وفقاً لذلك، سعت واشنطن عبر رسائل مُبطّنة وأخرى عدّة من خلف الكواليس لإقناع طهران بشنّ هجمة إستعراضية مُتّفق عليها مُسبقاً، إلاّ أن ايران رفضت هذا المُقترح بشكل قاطع، وأكدت أن الهجمات في المنطقة لن تتوقف إلاّ عندما تتوقّف الحرب على غزة.
بناءاً على ذلك، من المؤكد أن زيارة بلينكن إلى المنطقة ستتمحور حول تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وفي المقابل ستلتزم إيران أيضا بتقليص الهجمات ضد القوات الأميركية في المنطقة.