كتب اللواء أحمد زغلول
راودتني فكرة تحرير هذه المقاله استكمالاً لما سردته من عدة مقالات تستعرض الأحداث التى نتابعها عن كثب إقليمياً وعالمياً ( مايدار فى عزه وتصريحات قاداتها والإجراءات على الارض وما يحدث فى سوريا واليمن وليبيا والسودان وبعض الأحداث العالميه ) *وهنا تذكرت محاضره هامه ألقاها لنا وانا ضابط برتبة ملازم اول أحد قادتى العظام الذى له أفضال علىّ شخصياً لن أنساها ما حييت وهو قدوتى ورمز لى فى حياتى العسكريه والمدنيه السيد الفاضل اللواء / وجيه الدخاخنى أحد قادة المخابرات الحربيه السابقين عن سيكولوجية البقاء* وكيف ان خلق الله الكون بنظام متكامل، وجعل لكل كائن حي دوراً محدداً في الحفاظ على توازن الحياة. ولم يكن الإنسان استثنائياً من هذا القانون، بل جعله الله خليفة في الأرض، مكلّفاً بالعمارة والإصلاح لا الإفساد والخراب. ومع مرور الزمن، انحرفت فئات من البشر عن هذه المهمة السامية، وسعت لتحقيق مصالحها على حساب الآخرين، فانتشرت الحروب، وعمّ الظلم، وسُلبت حقوق الشعوب.
لذا سوف أُسلت الضوء على الحكمة السيكولوجية والكونية للبقاء، ودور كل كائن حي في الصورة الشاملة للخلق، مع تحليل واقع البشرية في ظل الصراعات الدولية، والهيمنة الرأسمالية، وتهديدات التنظيمات المتطرفة، وأهمية التوحّد العربي، متّبعين في ذلك رؤية ربانية شاملة وتوصيات لإنقاذ العالم من التدهور والدمار.
*أولاً: الحكمة السيكولوجية والكونية للبقاء*
1. حكمة الخالق في نظام الكون
خلق الله كل شيء بميزان:
﴿*وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ﴾ [الرعد: 8]*
الكون يعمل بتوازن دقيق الشمس، والقمر، والهواء، والماء، والكائنات كل له وظيفة، وحين يختل أحدها، ينهار النظام البيئي كذلك الإنسان خُلق بعقل وروح وإرادة، ليسهم في استكمال صورة الحياة، لا للهيمنة أو الاستبداد.
2. الدور السيكولوجي للكائنات
لكل كائن حي غريزة بقاء، لكنها مقننة بالفطرة الربانية. أما الإنسان فميزته العقل، ولهذا ارتبط بقاؤه بالعدالة والوعي. فالبقاء الحقيقي ليس للأقوى جسدياً، بل للأصلح أخلاقياً، والأوعى فكرياً.
*ثانيًا: انحراف الإنسان عن الفطرة وتكريس الظلم*
1. الهيمنة الدولية ونهب ثروات الشعوب
• احتلال العراق (2003) بحجة نشر الديمقراطية، أدى إلى مقتل مئات الآلاف ونهب ثروات البلاد، وتمزيق نسيجه الاجتماعي.
• النكبة الفلسطينية (1948) واحتلال الأراضي الفلسطينية عبر دعم غربي مباشر، وإنشاء كيان صهيوني بالقوة على حساب شعب أعزل.
• التدخل في سوريا واليمن وليبيا بتمويل وتسليح أطراف متنازعة، لتفتيت الدول ونهب مواردها.
2. اضطهاد المسلمين عالميًا
• الإيغور في الصين اضطهاد ديني وثقافي ممنهج.
• المسلمون في الهند قوانين تمييزية، وعنف طائفي مدعوم.
• الإسلاموفوبيا في أوروبا تشويه ممنهج لصورة الإسلام وتجريم مظاهر التدين.
*ثالثًا: القوى الخفية في العالم*
1. *الماسونية العالمية*
تنظيم سري ذو أهداف فكرية واقتصادية يسعى لتفكيك المجتمعات من الداخل، ونشر الإلحاد، والتحكم في القرار العالمي عبر الاقتصاد والإعلام والثقافة.
2. *الرأسمالية المتوحشة*
نظام اقتصادي يُغذّي الظلم الاجتماعي ويُنتج الفقر والتفاوت الطبقي، ويحوّل الإنسان إلى مجرد أداة استهلاكية.
3. *الصهيونية العالمية*
• اليهودية الصهيونية تسعى لإقامة إسرائيل الكبرى ، بدعم دولي وأجندات توسعية.
• الصهيونية المسيحية فكر ديني سياسي غربي يُبرر دعم الاحتلال الإسرائيلي على أساس نبوءات توراتية محرفة.
4. *التنظيمات الإرهابية*
تمّ استغلال التنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة لتبرير التدخلات العسكرية، وتخويف الشعوب، وتشويه الإسلام عالمياً.
*رابعًا: حروب الأجيال وتدمير الوعي*
• الجيل الأول الحروب التقليدية المسلحة.
• الجيل الثاني والثالث الحروب النفسية والإعلامية.
• الجيل الرابع والخامس زعزعة الوعي من خلال التكنولوجيا، وبث الشكوك، وتفكيك القيم والثقافات، وتحطيم العقائد عبر السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي.
*خامساً: دور العرب والمسلمين في استعادة التوازن*
1. الوحدة العربية والإسلامية
﴿*وَأَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]*
• دعم مشروع حضاري جامع.
• توحيد الصف في القضايا المصيرية مثل فلسطين، القدس، الطاقة، الأمن الغذائي.
• دعم التعليم، والصحة، والتكنولوجيا، والنهضة الأخلاقية.
2. *نصرة المظلومين عالمياً*
• الدفاع عن قضايا المسلمين في كل مكان.
• بناء إعلام عالمي ناطق يعكس عدالة الإسلام وقيمه الإنسانية.
*سادساً رؤية ربانية لإنقاذ البشرية*
1. *العودة إلى الفطرة*
• الدين أساس الاستقرار النفسي والاجتماعي.
• الإسلام يدعو للتعايش والسلام:
﴿*لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]*
2. *إصلاح النفس*
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11]
3. *العدل أساس البقاء*
*قال رسول الله ﷺ:*
“*اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة*” *(رواه مسلم)*
*توصيات قد تساعد فى ان يكون العالم أكثر سلاماً وعداله ومعرفه ومحبه*
1. نشر ثقافة الحوار والتعايش الديني والإنساني.
2. مقاومة الهيمنة والاحتلال بكل أشكالهم.
3. فضح ممولي وداعمي الإرهاب العالمي.
4. التصدي للرأسمالية الجشعة بسياسات إنسانية عادلة.
5. بناء مناعة فكرية وأخلاقية للأجيال عبر التعليم والثقافه والإعلام.
6. إصلاح المناهج التعليمية لتعزيز الهوية والقيم.
7. تشكيل تحالف إسلامي – إنساني لقيادة مشروع عالمي للعدالة والسلام.
*إن بقاء الإنسان في هذا الكون ليس صدفة، بل هو جزء من نظام رباني حكيم. وكلما اقترب الإنسان من الفطرة، وعاش وفق العدل والرحمة، ازدهرت الحياة. أما حين يسعى للجشع والهيمنة، فهو يزرع بذور فنائه بيديه.*
*حان الوقت أن نستعيد إنسانيتنا، ونتكاتف من أجل عالم يسوده السلام والعدالة والمعرفة، حيث يُحترم الإنسان لأجل إنسانيته، لا لعرقه أو دينه أو قوميته*