✍🏻 بقلم: أ. فدوى سالمان
في زحمة القصص اللي بنسمعها يوميًا، تفضل حكايات الأطفال اللي اتفرق بيتهم ما بين أب وأم هم الأصدق وجعًا، والأعمق ألمًا… مش لأن الانفصال نفسه مؤلم، ولكن لأن ما بعده بيبقى عمر كامل من التشتت.
هو مش طفل صغير بس، هو “الابن الفرقة”، اللي اتقسم قلبه نصين، وكل نص فاضي م الآخر. هو مش ضد الطلاق، هو ضد إن مفيش حد وقف يسأله: “إنت عامل إيه؟ إنت محتاج إيه؟”
الناس بتحكي عن لمة العيلة، عن صوت الضحك، عن رائحة الفطار، عن أمان الحكاية قبل النوم… وهو قاعد ف ركن هادي بيسمع صوت الباب وهو بيتقفل، صوت الخناقة القديمة اللي لسه بتتكرر جواه كل ليلة وكأنها شريط مابيخلصش.
بيقسم أعياده زي جدول المدرسة، يروح لمين السنة دي؟ لو راح عند أبوه، أمه هتزعل، ولو اختار أمه، ضميره هيجلده، ولو فضل ساكت، قلبه هيتقطع من غير ما حد يسمع صوته.
“انت عايش مع مين؟”
سؤال بسيط بيدبحه كل مرة، لأنه مش عايش مع حد، هو عايش بين اتنين.
كل واحد بيحبه، بس الحب اتحوّل لوجع… لحيرة بين حضنين، ومفيش واحد فيهم دافي كفاية يطمنه، ولا واحد فيهم شايف الوجع اللي في عينيه.
هو مش زعلان ع الطلاق، هو زعلان ع قلبه اللي اتكسر من غير ما حد يلحظه، ع طفولته اللي ضاعت في تنقلات مابين بيت وبيت، وكل بيت فيهم ناقص حتة… واللي ناقص هو “الونس”.
رسالته مش لوم، لكن نداء…
لأب وأم افتكروا إنهم كبروا، ونسوا إن في حد صغير لسه بيتعلم يعني إيه أمان، ولسه محتاج حضن كامل مش نص حضن.
عفوًا يا رفيقي، إنه القدر،
لكن الأوجاع اللي بتتخبى جوا الأطفال،
تتحول مع الوقت إلى صمت بيصرخ…
وبيكبروا، بس من جوا بيظلوا تايهين