بقلوب يعتصرها الألم والحزن، يتقدم المستشار موسى محمد علي بخالص العزاء والمواساة لأسر ضحايا الحادث الأليم الذي وقع على طريق «المنوفية – السادات»، والذي راح ضحيته ١٩ شهيدة من فتيات مصر المكافحات، اللائي خرجن في صباح يوم عملٍ شريف بحثًا عن الرزق، فعُدن إلى ربهنّ شهيدات الواجب.
هؤلاء الفتيات لم يكنّ فقط عاملات في مصنع، بل كنّ رموزًا للصبر والكفاح، يعُلن أسرًا، ويساهمن في بناء الوطن بصمت، وبوجوه يملؤها الأمل في غدٍ أفضل. خرجن في ساعات الفجر الأولى، ليلقين مصرعهن بفعل الإهمال، والجشع، وغياب الرقابة.
إدانة لسائقي النقل: دماء الفتيات في أعناقكم
ولا يسعنا في هذا الموقف الحزين إلا أن نُدين بشدة سائقي النقل الثقيل الذين تحوّل بعضهم إلى قنابل موقوتة تسير على الطرق، بفعل الإهمال، والنوم أثناء القيادة، وتعاطي المواد المخدرة. فكم من أرواح أُزهقت، وكم من أسر تدمّرت، بسبب استهتار لا يُغتفر.
إن دماء شهيدات المنوفية أمانة في رقاب الجميع، ويجب أن تُفتح ملفات سائقي النقل ومركباتهم المهترئة التي تسير بلا رقابة أو حساب، فهؤلاء لا ينتهكون فقط قوانين المرور، بل ينتهكون حق الإنسان في الحياة.
رسالة إلى المسؤولين: ارحموا المواطن البسيط
ويوجه المستشار موسى محمد علي نداءً إلى الحكومة والمسؤولين بسرعة التدخل لوضع حدّ لهذه الكوارث، التي تتكرر بشكل مرعب على طرق مصر، مطالبًا بـ:
تطوير شبكة الطرق الداخلية، وخاصة طرق المناطق الصناعية.
إلزام المصانع بتوفير وسائل نقل آدمية وآمنة للعمال.
تشديد العقوبات على سائقي النقل المتورطين في الحوادث، وتحليل دوري للكشف عن المخدرات.
تفعيل الرقابة على وسائل النقل الجماعي الخاصة، وإنشاء قاعدة بيانات للسائقين العاملين في هذا القطاع.
الشهداء ليسوا أرقامًا… بل أمانات
هؤلاء الفتيات لسن مجرد أرقام في نشرة إخبارية، إنما هنّ أخواتنا، وبناتنا، وعماد أسرهن. دموع الأمهات، وصرخات الآباء، يجب أن تكون جرس إنذار حقيقي لتغيير جذري في التعامل مع ملف النقل والطرق في مصر.
رحم الله شهيدات لقمة العيش، وأسكنهن فسيح جناته، وألهم أهلهن وذويهن الصبر والسلوان، وجعلهن من عرائس الجنة كما وعد الشهداء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون