صدى الأخبار
فلسطين بقلم الكاتبة دينا شرف الدين
“يقتلون أبنائهم و يستحيون نسائهم
ما زالت الوحشية و القسوة منهجاً للطغاة ، و ما زال قانون الغاب يحكم الأرض رغم التطور و الحداثة و ادعاءات الإنسانية الزائفة ، و ما زالت الأطماع و المصالح هي المحرك الأول و الأخير لكافة السياسات و التحركات و المواقف ، و ما زال سكان الشرفات العالية الذين يراقبون و يخططون و يرسمون مسارات الدول و مصائر البشر دون أن نعرف أسمائهم ، يتحكمون بالبلاد و العباد ، و ما زالت الشعوب هي الوقود الذي يتأجج هنا ليشعل نار فتنة ما و هناك ليحترق بها وفقاً لمسار الخطة المرسومة.
فمن دواعي حسرتنا و قهرنا كبشر ما زالت بداخلهم مشاعر الإنسانية و بعض الضمير الذي بات عملةنادرة، ما نراه من مشاهد مروعة و إبادة وحشية يتجرع مرارتها إخواننا بغزة ، و التي تتصاعد حدتها يوماً تلو الآخر دون توقف ،حتي تبلدت مشاعر الكثيرين و تحولت ردود أفعالهم تجاه الحدث باهتة باردة جراء الإحباط و قلة الحيلة ،
فقد تحدت إسرائيل الجميع و ضربت عرض الحائط بكافة الإنتقادات و الإعتراضات التي قامت بها بعض الدول ، ما دام الظهر و السند الأقوي مضموناً للأبد ، ذلك وفقاً لتوجيهات مديري العالم من سكان الشرفات العالية.
لن أتوقف كثيراً أمام الصائمين الجوعي ، و لا العراة الذين يتجمدون برداً بعد أن أُخرجوا من ديارهم ، و لا الأطفال الذين تملأ صرخاتهم فضاء عالم أصم لا يقو علي شئ سوي التنديد و الشجب ،
و إظهاراً لقيلٍ من حمرة الخجل ،و محاولة لإتقان تمثيلية ضعيفة البناء الدرامي، فقد علقت أخيراً نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس على مخطط حكومة نتنياهو بتهجير سكان رفح ، لتؤكد أنه تبين بعد دراسة خرائط غزة انه لا يوجد مكان يتسع لـ1.5 مليون إنسان ليذهبوا إليه.
و أن هناك مخاوف في الولايات المتحدة من أن تتحول أي عملية لاقتحام رفح جنوبي غزة، إلى “حمام دم”و أن الولايات المتحدة تحاول ثني إسرائيل عن اجتياح رفح المكتظة بالنازحين، بينما تبرر إسرائيل إصرارها على الاجتياح بأن الاستيلاء على رفح من حماس مهم للغاية بالنسبة لاستراتيجيتها لكسب الحرب.�
و لكن :
ما لم يعد بحدود القدرة علي الصمت و الإحتمال ما يتبعه الصهاينة من تطور جديد لخطة الإبادة و القضاء علي سكان القطاع ، عن طريق اغتصاب النساء و الفتيات بوحشية ، لكسر كرامتهن و تخويفهن و دفعهن للفرار بإرادتهن.
فبكل أسف يتبع بني صهيون مع الفلسطينيين كافة أشكال العذاب التي سبق و تعرضوا لها بالعهد القديم، علي يد فرعون الطاغية ، و الذي كان بمثابة كرب عظيم نجاهم منه الله لعلهم يتقون.
فقال فيهم المولي عز و جل :
{ وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ }[الأعراف: 141]
حيث كانت أكبر المصائب ما صرحت به مؤخراً الدكتورة تمارا حداد الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، “إن الاحتلال يمعن في جرائمه المتوالية بحق القطاع والذي يهدف بها أخذ الأرض بدون شعب من خلال التطهير العرقي الممنهج بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي حرق الأرض وانتهك العرض وآخر جرائمه اغتصاب النساء والفتيات والاعتداءات اللاإنسانية بحق النساء في قطاع غزة”.
إذ أن قضية الاغتصاب هي أشد أنواع العنف وأبشع انتهاك قد يحدث من قبل الاحتلال، فربما تكون سرقة الأرض أهون من انتهاك خصوصية إمرأة أو فتاة، فالاغتصاب نمط جديد لم يسبق أن سمعنا عنه خلال فترة تواجد الاحتلال ، فهناك قصص مروعة من روايات نسوة لا يردن البوح عن أسمائهن خشية العار والفضيحة وخشية تذكر الحادثة المؤلمة التي جعلت نفسيتهن محبطة حيث يردن الرحيل عن القطاع دون رجعة ، ناهيك عن إجبار بعض النسوة خلع حجابهن ولباسهن بشكل قهري ، كنوع من أنواع العنف الجنسي المتعمد أمام مجتمع دولي غائب .
نهاية:
فنحن كشعوب لا حول لها ولا قوة ، و لا نملك من أمرنا سوي التضرع إلي الله ليخرج إخواننا من حلق الضيق لأوسع الطريق ، و أن يرسل علي عدوهم و عدونا طيرأً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ،
و لا عزاء للدول و القادة و السياسيين و مدعي الرحمة و حقوق الإنسان .