بقلم دكتور معتز صدقى
تم اختيار المتحف المصري الكبير (GEM) للفوز بجوائز جائزة فرساي المرموقة لعام 2024 كشهادة على تراث مصر الدائم ونهجها الحكيم في الحفاظ على التراث العالمي. وبعد حصوله على هذا الوسام، أصبح المتحف المصري الكبير من بين أرقى المؤسسات الثقافية في العالم، ويؤكد من جديد مهد الحضارة ومنارة التميز الفني في مصر.
يعد المتحف المصري الكبير تحفة فنية تمتد لآلاف السنين، ويقع على هضبة الجيزة على خلفية الأهرامات الشهيرة. من المتوقع أن تصبح هذه التحفة المعمارية، التي صممها هينيغان بينغ وأروب، أهم متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة. تتجسد مساهمة مصر التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية وثقافتها في هذا النصب التذكاري.
يمزج تصميم المتحف بشكل متناغم بين الحكمة القديمة والابتكار الحديث. يتمتع هذا المبنى الرائع بواجهة شفافة من المرمر تخلق تفاعلًا ساحرًا بين الضوء والظل ويجسد التنوير الذي تجلبه المعرفة المصرية القديمة إلى العالم.
يوفر المتحف المصري الكبير للزوار من جميع أنحاء العالم تجربة لا مثيل لها والتي من المؤكد أنها ستأسرهم. يضم المتحف المصري الكبير أكثر من 100.000 قطعة أثرية، بما في ذلك كنوز الملك توت عنخ آمون الكاملة، وهي المجموعة الأكثر شمولاً من القطع الأثرية المصرية القديمة التي تم جمعها على الإطلاق. باستخدام أحدث التقنيات لإحياء قصص أسلافنا بطرق لم تكن ممكنة من قبل، ينقل التصميم المبتكر للمتحف الزوار في رحلة زمنية عبر تاريخ مصر الغني.
هذا الاعتراف هو أكثر من مجرد جائزة معمارية. إنه احتفال بالتزام مصر بمشاركة ثروتها الثقافية مع بقية العالم. يجسد المتحف العالمي الكبير التزام أمتنا بالحفاظ على تراثنا وعرضه وتبني ممارسات تصميم وتشغيل المتاحف المستدامة والمبتكرة.
كما يمكن للمتحف المصري الكبير أن يصبح مركزًا عالميًا لعلم المصريات والأبحاث الأثرية. ستظل مصر في طليعة الاكتشافات التاريخية والحفاظ عليها من خلال مختبرات الحفظ والمرافق البحثية الحديثة.
نحن ندعو المواطنين العالميين للقيام برحلة لا تُنسى عبر مهد الحضارة بينما نستعد لفتح أبوابنا بالكامل أمام العالم. بالإضافة إلى عرض الكنوز القديمة، يعد المتحف المصري الكبير جسرًا بين الماضي والحاضر، ومصدر فخر للمصريين، وهدية للإنسانية.
تراثنا الثقافي لا مثيل له، والآن قمنا بإنشاء منزل يستحق عظمته، كما اعترف بذلك جائزة فرساي. المتحف المصري الكبير أكثر من مجرد متحف، فهو يمثل مجد مصر القديمة وكذلك الوعد المستقبلي لأمتنا.
نرحب بالعالم ليشهد روعة المتحف المصري الكبير – حيث تجتمع عظمة مصر القديمة مع وعد الغد.