الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس . ماجد ابوزاهرة
يرصد بسماء الوطن العربي مساء اليوم السبت 15 فبراير 2025 وصول كوكب الزهرة إلى ذروة لمعانه لهذا العام متوهجاً في السماء الوردية مشرقًا على غير المعتاد بحوالي مرتين ونصف كمنارة لافتة للنظر بشكل استثنائي(-4.6) ولن يظهر بهذا السطوع المهيب مرة أخرى حتى سبتمبر 2026.
الكوكب سيشاهد بالعين المجردة بعد غروب الشمس والإنتقال نحو بداية الليل بإتجاه الأفق الجنوبي الغربي ويظل مرئياً لأكثر من 3 ساعات ويغرب عند حوالي الساعة 9 مساءً بالتوقيت المحلي.
يعتبر الزهرة ألمع كوكب في نظامنا الشمسي لكنه سيلمع أكثر من المعتاد خلال بضعة اسابيع مقبلة ومن المفارقات ان ذلك يتزامن وقرصه مضاء بحوالي 26 % فقط بنور الشمس عند رؤيته بالتلسكوب نظراً لأنه سيكون قريب من الأرض في مداره حول الشمس.
كوكب الزهرة إنتقل إلى سماء المساء في أواخر شهر يوليو 2024 وبلغ استطالته العظمى المسائية في 9 يناير الماضي وسوف يغادر إلى سماء الفجر في 23 مارس 2025، ففي ذلك الوقت سيمر بين كوكبنا وبين الشمس ، ليصل إلى الاقتران الداخلي (السفلي) بعبارة أخرى من الآن سوف يهبط الكوكب مقترباً تدريجيا من وهج غروب الشمس.
إن قرص كوكب الزهرة سيصبح مضاء بنسبة 100٪ بضوء الشمس بعد 8 أشهر ونصف تقريباً من الآن ولكن – في ذلك الوقت – سيكون الكوكب أبعد بخمس أضعاف عن الأرض من الآن وسيكون الكوكب أقل سطوعاً.
إن اطوار الزهرة يمكن تحديدها بدقة، فعندما يكون الكوكب في سماء المساء ويمر بين الأرض والشمس – كما سيحدث في مارس المقبل – فإن المسافة بين الأرض والزهرة تتناقص، ليحدث الاقتران الداخلي ولا يمكننا رؤية كوكب الزهرة لأن جانبه النهاري يكون بعيداً عنا إضافة لأن الكوكب يتحرك مع الشمس عبر السماء طوال اليوم في ذلك الوقت.
لذلك قبل إنتقال الزهرة الى سماء الفجر ، فإن اضاءة قرصه تتقلص ولكن حجم قرصة الظاهري يكبر لأنه يكون قريب من كوكبنا.
بعد مرور الزهرة بيننا وبين الشمس ويتقدم في مداره ، سنجده في سماء الفجر ومع زيادة المسافة بين الأرض والزهرة فإن قرص الكوكب تزداد اضاءته كل يوم ولكن حجم قرصه الظاهري يتضاءل نتيجة إبتعاده عنا.
جدير بالذكر أنه في العصور القديمة أطلق اليونانيين على الزهرة تسمية (هيسبيروس) عندما رصد بسماء المساء و(فسبورس) عندما شوهد بسماء الفجر ومن غير المعروف اذا كانوا يعرفون بأنهما جسم واحد او لا.