♦️ بقلم : عزة الفشني
مصر أصل الحضارة و بوتقة الثقافات حاضنة الشعوب قال عنها نابليون من امتلك مصر امتلك العالم اندحرت الممالك وزالت الإمبراطوريات وبقيت مصر فنارة لكل العالم على امتداد التاريخ أقدم دولة في العالم 7000 سنة حياة ولم ولن تشيخ الحضن الدافي لأي إنسان
اختصها الله بالذكر في القرآن و شرفها الله بزيارة السيدة مريم وابنها عيسي عليهما السلام والعيش بها اكثر من ثلاث سنوات.. مصر موسي و هارون …مصر يوسف..
مصر الأزهر والكنيسة..
مصر العلم والأدب و التاريخ والفن والأخلاق..
مصر كنانة الله في أرضه فاتحة أبوابها لكل من يلجأ إليها بدون قيود ويعيش بها كأنه أحد أبنائها
مصر أم الدنيا فهى حاضنة لمئات الآلاف من اللاجئين من سوريا و السودان و إثيوبيا واليمن و إفريقيا وغيرهم خلال السنوات الأخيرة خاصة مع تصاعد النزاعات في الدول المجاورة وفقاً للتقديرات الحكومية و مع استمرار تزايد أعداد اللاجئين والمقيمين الأجانب تواجه مصر تحديات إقتصادية و اجتماعية متزايدة
و مع وصول عدد سكان مصر الحالى إلى ١٠٦ مليون نسمة إلى جانب اللاجئين الذين يتخطي عددهم ٢٠ مليون لاجئ وهذا عدد ضخم ليتواجد في دولة محدوده الموارد تكاد تكفى شعبها فلا توجد دولة فى العالم تتحمل مثل هذه الأعباء .. نجد أن معظم هذه الدول بدأت فى فرض قيود علي تواجد اللاجئين علي أراضيها مثل ألمانيا وبريطانيا والنمسا والسويد وأسبانيا وأمريكا …
إن وجود هذا العدد الضخم من اللاجئين فى مصر تسبب في الكثير من الأزمات فهم سبب رئيسي فى إرتفاع أسعار العقارات والإيجارات بجانب زيادة أسعار المواصلات و الكهرباء والغاز والمياه
علاوة على الصرف الصحي والبنية التحتية التى لا تستطيع استيعاب المصريين أنفسهم فما بالك باللاجئين ؟
كل ذلك و المجتمع الدولى فى صمت غريب وتخاذل مريب من اللامبالاة و عدم ممارسة مسئوليته تجاه اللاجئين مما ساهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها علينا و عدم مقدرة الحكومة السيطرة على إرتفاع الأسعار الجنونية على جميع السلع و المنتجات الغذائية والخدمات والنتيجة عبء زائد على كاهل الشعب المصرى من محدودي ومعدومي الدخل
هنا يحضرني قول الشاعر أحمد شوقى في قصيدته “بينا ضعاف من دجاج الريف .. تحكى عن كرم الطيبين الذى ينتهى إلى طمع الضيف” فقد وصل الأمر إلى تطاول بعض من الإخوة اللاجئين على أهل البلد ومضيفينهم
لذا فإن مصطلح يا غريب كن أديب لم يأتي من فراغ فهو يستخدم لنصح الغريب أو الزائر بضرورة التصرف بأدب وإحترام في المكان الذي لا ينتمي إليه يحمل في طياته دعوة للالتزام بالأخلاق الحميدة والتعامل الحسن مع أهل البلد أو المجتمع الذي يزوره … لكن إحقاقاً للحق ربما بعض اللاجئين يدرك حدوده وواجباته كضيف فى إحترام مضيفيه وعدم التدخل إطلاقا فى شئونهم
وإذا تناولنا قضية اللاجئين من الناحية السياسية نجد أنها مؤامره على مصر افتعال حرب فى سوريا والسودان واغراق مصر باللاجئين لزعزعة استقرارها من الداخل بمساعده ودعم من أنظمة مخابرات أجنبية بحجة الاتفاقيات وحقوق الإنسان
فلا توجد دولة في العالم ١٥٪ من سكانها لاجئين
ولا توجد دولة في العالم لديها أزمات اقتصادية وموارد لا تكفي شعبها تأوى أكثر من ٢٠ مليون لاجئ
فمن حق الشعب المصري والحكومة المصرية حماية أراضيها من غزو اللاجئين المدمر فالعالم به أكثر من ٢٠٠ دولة يجب أن يتم توزيعهم توزيع عادل على هذه الدول ف مصر ليست ملزمه ب عشر لاجئين العالم ..
من الممكن أيضاً إنشاء مناطق أمنة داخل السودان وسوريا باعتبارهم من اللاجئين الأكثر تواجداً و عدداً فى مصر او نشر قوات حفظ السلام في هذه الدول تحت حماية الأمم المتحدة …
فمصر لديها كامل الحق في ترحيل اللاجئين الغير مقنن أوضاعهم حيث أن عدد سكان مصر الأصليين كبير جداً فضلاً عن أنها تواجه تحديات و ظروف إقتصادية غير عادية
على آية حال شعب مصر مهما حدث لن ينظر للأمور بمنظور عنصرى مثل الدول الأخرى ولكن نحن نتحدث عن تعامل رسمى من الدولة إذا كان هناك من يهدد مصالحها ويكون انتمائه لدولة عدواً لنا .. ولكن على المستوى الشعبى نحن سوف نقدم كل الدعم وما نستطيع تقديمه لكل من هو فى حاجه لنا وجاء هارباً من مصيره الصعب
و لم أقصد بكلامى هذا التقليل من شأن اللاجئين ولكن امكانيات مصر وظروفها الإقتصادية الحالية لا تستطيع استيعاب كل هذه الاعداد المهولة من اللاجئين
خلاصة القول … إن مصر عاشت و ستظل بهذا الكرم مع كل من يلجأ إليها في الأوقات العصيبة ولكن يجب ألا ننسي شعبنا الطيب الأصيل الذي يجود بما في بلده ويكرم الضيف وهذه هي عاداتنا وتقاليدنا و تعاليم ديننا