بقلم الكاتبة الإعلامية /دينا شرف الدين
كما نعلم أن الكلمة الطيبة نوع من أنواع الصدقات التي وجب علي الإنسان الحرص علي إخراجها في كل يوم يكتب له الله فيه أن يحيا من جديد ، ليمتن لله علي نعمه التي لاتعد ولا تحصي ،
و تلك الصدقات التي نتحدث عنها لا تقتصر عل فئة القادرين من الناس لصالح غير القادرين ، و إنما الصدقات للجميع من استطاع مادياً و من لم يستطع ، إذ أن هذه الصدقة قد تكفيها و تفيض كلمة طيبة من شخص لآخر ،
فهذه الكلمة قد تطيب بها نفس بها من الحزن و الألم و الانكسار ما تشفيه كلمة .
إذ أن هذه الكلمة التي قد تجبر بها خاطر شخص و ترفع من حالته المعنويه و تهدئ بها جراح نفسه لن تكلفك الكثير و لن يضيرك منحها و الاغداق بها علي من حولك و لن تنتقص منك شيئاً إن أكثرت منها لوجه الله و دون مقابل .
فقد استوقفني بالآونة الأخيرة تحديداً بمجتمعات العالم الإفتراضي المسمي بالسوشيال ميديا حالة عامة من التربص و التنمر و التطاول علي الآخر، دون منطق و دون تمييز أو احترام لشيخ كبير أو رمز مجتمعي قد اعتاد احترامه الناس سواء كان فنان أو رياضي أو شيخ من الدعاة أو حتي عالم من العلماء ، في حالة غير مسبوقة من إساءة الأدب و التبجح و الرغبة في الهجوم من أجل الهجوم و كأن نفوس الناس قد اكتظت بأدرانها لدرجة الرغبة الملحة في التخلص من بعضها و رمي الآخرين بها للاسبب سوي الأذي النفسي بدافع الحقد المعلن و دون أدني رغبة و لو بسيطه في إخفائه ،
و كأن الناس قد نصبت أنفسها أوصياء علي الناس ، و تحول أكثرهم إلي نقاد و منتقدين لهذا و ذاك ، بكلمات لاذعه مؤذية قد تتسبب للبعض بإحباط أو حزن أو انكسار أو فقدان للثقة بالنفس و غيرها من مسببات الأذي و الألم النفسي ، ما يخالف شريعة كل الأديان السماويه و غير السماوية و أبسط قواعد الانسانية التي اتفقت جميعها علي أن الدين المعاملة ، أياً كان هذا الدين ، و أن الكلمة الطيبة صدقة و جبر الخواطر من أهم أسباب الفوز بالجنة ،
و لا أخفيكم سراً ، فقد دفعني لكتابة هذه الموضوع الذي يجول بخاطري منذ زمن بعيد، تلك الكلمات الطيبة التي تحمل سيل من رسائل المحبة الصادقة التي تلقيتها من الأهل و الأصدقاء و المحيطين لتهنئتي بعيد مولدي بتوقيت كنت فيه أحوج ما أكون لهذه الكلمات ، و التي أزاحت عن صدري قدر لا بأس به من الهموم و بدلت ما بنفسي من حال إلي أسعد منه ، جراء تلك المحبة التي غمرتني و فاضت و التي لا تضاهيها كنوز الأرض.
نهاية:
عزيزي الانسان ،
أنت لا تعلم ما يخبئ كل منا بنفسه من ظروف و هموم و متاعب، و ما قد تخفيه ابتسامة علي الوجه و صورة هنا و لقاء هناك قد يكون بغرض الترويح عن نفس مثقلة بالأعباء ، تتلهف بشدة لكلمة قد تخفف عنها بعض أحمالها .
فليتصدق بعضنا علي بعض بهذه الكلمة التي لن تكلفه الكثير ، و ليكثر منها هنا و هناك ، لينشر لغة أخري للمحبة و السلام في مقابل تلك التي ترددت أصدائها الشريرة لتصيبنا بغصة قد ضاقت بها أنفسنا.