بقلم اللواء أحمد زغلول مهران
مستشار مركز رع للدراسات الاستراتيجية
في مشهد لم يعد غريبًا على مدينة تغلي تحت الاحتلال، استيقظت مدينة القدس صباح 8 سبتمبر 2025 على وقع عملية مسلحة استهدفت حافلة إسرائيلية عند مفترق منطقة راموت الحصيلة أربعة قتلى وخمسة عشر جريحاً أما الخلفية، فهي سنوات طويلة من القمع والاضطهاد والتطهير الممنهج الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني غير أن الحادث ليس سوى قمة جبل الجليد في ظل حالة غليان شعبي فلسطيني، وسط صمت عالمي ،وازدواجية مريعة في المعايير الغربية.
*الاحتلال جذر دائم للاضطراب*
السياسات الإسرائيلية منذ عقود •• من مصادرة الأراضي، إلى تهويد القدس، واعتقال الأطفال، وهدم البيوت، وحصار غزة •• كلها تؤسس لواقع دموي لا يمكن تجاهله هذا الواقع هو ما ينتج ردود أفعال عنيفة في ظل غياب الأفق السياسي والحلول العادلة.
*المجتمع الدولي •• الحياد القاتل*
تصر الولايات المتحدة على تقديم إسرائيل كضحية دائمة, بينما تغض الطرف عن جرائم حرب موثقة تُرتكب يومياً في الأراضي المحتلة أما أوروبا، فتنحني للمصالح الاقتصادية والأمنية، متخلية عن المبادئ التي تدّعي الدفاع عنها القانون الدولي يحتضر في فلسطين وحقوق الإنسان أصبحت أداة لا تُستخدم إلا ضد الضعفاء.
*موقف العرب والمسلمين •• البيانات لا تكفي*
رغم ما تمثله القدس من رمزية دينية وقومية، إلا أن الرد العربي والإسلامي لم يرقَ حتى الآن إلى مستوى الحدث
• تم الاكتفاء بالتصريحات ، بينما يمضي الاحتلال في مخططاته.
• منظمة التعاون الإسلامي لم تعقد اجتماعاً طارئاً واحداً، ولم تطلق أي تحرك فعلي.
*مصر •• الموقف المتزن*
جاء الموقف المصري متماسكًا، حيث حذرت القاهرة من خطورة التصعيد الإسرائيلي، ودعت لوقف الإجراءات الأحادية في القدس، وأكدت على حل الدولتين وحقوق الفلسطينيين ومع ذلك، يظل التأثير محدوداً دون تفعيل تحرك عربي مشترك وضاغط يُسند هذا الخطاب السياسي ، مصر تقوم بدورها الريادي حيث ان القيادة المصرية تملك ما لا تملكه دول أخرى من أدوات تأثير دبلوماسي وشعبي وإقليمي.
*التداعيات •• نحو انفجار إقليمي وشيك*
• تجدد أعمال العنف داخل الأراضي المحتلة.
• تفاقم العزلة الدولية للفلسطينيين.
• تصاعد مشاعر الغضب الإسلامي، ما يفتح الباب أمام التطرف.
• تهديد حقيقي للأمن الإقليمي والدولي.
*رسائل مباشرة •• لإحياء الضمير العالمى*
*إلى إسرائيل:*
القوة لن تجلب لكم الأمن الاحتلال لا يخلق سلاماً، بل وقوداً لمزيد من المقاومة.
*إلى الولايات المتحدة:*
دعمكم للاحتلال الاسرائيلى ينسف ما تبقى من أمل أنتم وسطاء سلام لانهاء العنف والاحتلال والاضطهاد.
*إلى أوروبا:*
صمتكم عن انتهاكات العدالة وحقوق الإنسان كارثه اين ضميركم من هذه القضية.
*إلى العرب والمسلمين:*
القدس ليست فلسطين فقط القدس هويتكم ومن يتنازل عنها، يخسر نفسه قبل قضيته.
*التوصيات العاجلة:*
1. دعوة عاجلة لقمة عربية وإسلامية طارئة.
2. تفعيل المقاطعة الشاملة لإسرائيل في كافة المجالات.
3. تحرك دبلوماسي جماعي في مجلس الأمن والمحافل الدولية.
4. تقديم ملفات الانتهاكات لمحكمة الجنايات الدولية.
5. إطلاق حملات إعلامية دولية لمواجهة الرواية الصهيونية.
الخاتمة:
*فى النهايه* لن تنعم المنطقة بالاستقرار ما دام الاحتلال ضاغطاً على صدور الفلسطينيين ما حدث في القدس جرس إنذار أخير، وفرصة أخيره للمجتمع الدولي كي يثبت أنه لا يزال يحترم قوانينه ومبادئه.
*القدس تصرخ •• فهل من سامع ومُجيب لصراخها*
*الشعب الفلسطيني ينزف •• فهل من ضمير عالمي يتحرك*