كتب: محمود كمال
الرفق بالحيوان واجب… لكن الرفق بالإنسان ضرورة
صرخات خوف وبكاء أطفال.. أمهات يهرعن لإنقاذ صغارهن من مطاردة كلاب ضالة.. كبار سن لا يستطيعون السير إلى المسجد أو الخروج دون قلق. هذا هو المشهد اليومي الذي يعيشه سكان كمبوند أشجار سيتي بحدائق أكتوبر، بعدما تحولت حدائق وشوارع الكمبوند إلى مسرح مرعب للكلاب الضالة التي انتشرت بشكل مخيف خلال الشهور الأخيرة.

لم يعد الأمان عنوان هذا المكان الذي بُني ليكون بيئة راقية وآمنة للعائلات، بل صار الخوف هو اللغة السائدة بين السكان، الذين يوجهون استغاثة عاجلة إلى السيد رئيس جهاز مدينة حدائق أكتوبر والسيد رئيس مجلس الوزراء لإنقاذهم من هذا الخطر الذي يهدد أرواحهم ويعكر صفو حياتهم.
تقول إحدى الأمهات في ألم:
“لم أعد أستطيع ترك أطفالي يلعبون في الحديقة، أصبحنا نغلق الأبواب بإحكام خوفًا من الكلاب التي تهاجم فجأة.. ابني تعرض للعض، وما زال يعاني نفسيًا من الخوف حتى الآن!”
ولم تسلم النساء وكبار السن من هذا الرعب اليومي، فالهجمات المفاجئة تسببت في سقوط وإصابات متكررة، غير الضرر النفسي الذي جعل الكثيرين يعيشون في توتر دائم داخل منازلهم.
ويؤكد السكان أنهم ليسوا ضد الرفق بالحيوان، لكنهم يرفعون صوتهم عاليًا قائلين:
“نحن مع الرفق بالحيوان، لكن أين الرفق بالإنسان؟!”
يطالب السكان بضرورة تحرك عاجل من الجهات المختصة، سواء من جهاز المدينة أو الجهات البيطرية، لوضع خطة واضحة وآمنة للتعامل مع ظاهرة الكلاب الضالة داخل الكمبوند والمناطق المجاورة، حفاظًا على حياة الأطفال والنساء وكبار السن، وإعادة الشعور بالأمان الذي افتقدوه.
لقد آن الأوان أن يسمع المسؤولون صرخة سكان أشجار سيتي، قبل أن تتحول المعاناة إلى مأساة جديدة تضاف إلى سلسلة الإهمال واللامبالاة التي يدفع ثمنها المواطن كل يوم.













