د. ندا علي
استشاري أمراض القلب والقسطرة التداخلية
في ظل تسارع وتيرة الحياة اليومية، وما يصاحبها من توتر نفسي، وسلوك غذائي غير صحي، باتت أمراض القلب تمثل أحد أكبر التحديات الصحية التي تواجه الإنسان في العصر الحديث. لكن الطب لا يتوقف عن التطور، وواحدة من أبرز إنجازاته هي “القسطرة القلبية التداخلية” التي أحدثت ثورة حقيقية في تشخيص وعلاج أمراض القلب دون الحاجة إلى الجراحة التقليدية.
القسطرة التداخلية: ثورة طبية صامتة
القسطرة التداخلية إجراء غير جراحي يُستخدم لتوسيع الشرايين التاجية المسدودة أو الضيقة، عبر إدخال أنبوب رفيع (قسطرة) من خلال الشريان الفخذي أو الذراعي، حتى يصل إلى القلب، ويتم من خلاله توسيع الشريان أو تركيب دعامة.
هذا الإجراء يتم غالبًا في أقل من ساعة، ولا يحتاج المريض إلى أكثر من يوم واحد في المستشفى، مما يجعله خيارًا مثاليًا لحالات الذبحة الصدرية، أو الجلطات القلبية، أو ضيق الشرايين المزمن.
من يستفيد من القسطرة؟
مرضى الذبحة الصدرية المستقرة أو غير المستقرة.
من أظهرت الفحوصات قصورًا في التروية القلبية.
مرضى الجلطات الحادة (STEMI/NSTEMI).
الحالات التي تتطلب تركيب دعامات لعلاج انسداد الشرايين.
وتشير الدراسات إلى أن نسب نجاح القسطرة تتجاوز 95% عند إجرائها في مراكز متخصصة، وعلى يد فريق طبي مؤهل، مما يجعلها من أكثر الإجراءات أمانًا وفاعلية في الطب القلبي الحديث.
نصائح من القلب… لحياة أطول
تؤمن الدكتورة ندا أن الوقاية أهم من العلاج، وأن أسلوب الحياة الصحي يمكنه أن يقلل من مخاطر أمراض القلب إلى النصف. وتنصح بما يلي:
1. النظام الغذائي المتوازن: قلل الدهون المشبعة، وأكثر من الخضروات والفاكهة.
2. النشاط البدني المنتظم: المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا يعزز من صحة القلب.
3. الإقلاع عن التدخين فورًا: كل سيجارة تسرّع من تصلب الشرايين.
4. السيطرة على ضغط الدم والسكر: من خلال الأدوية والمتابعة الدورية.
5. الراحة النفسية والنوم الجيد: القلب يتأثر بالحالة النفسية أكثر مما نتخيل.
6. المتابعة الدورية حتى بدون أعراض: خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب.
نصائح طبية عامة لحياة صحية متكاملة
الصحة لا تقتصر على القلب فقط، بل هي منظومة متكاملة تتطلب وعيًا مستمرًا. إليك بعض النصائح العامة التي تساهم في تحسين نوعية حياتك وصحتك بشكل عام:
شرب الماء بانتظام: لتران يوميًا على الأقل لتنشيط الدورة الدموية وحماية الكلى.
تقليل السكر الأبيض: سبب رئيسي في السمنة وأمراض الكبد والسكري.
التوازن في الوجبات: لا تهمل وجبة الإفطار، وقلل من الأطعمة المصنعة.
غسل اليدين بشكل منتظم: للوقاية من الأمراض المعدية.
متابعة الصحة النفسية: استشارة أخصائي نفسي عند الحاجة أمر صحي لا يُخجل.
ممارسة التواصل الاجتماعي الإيجابي: يرفع مناعة الجسم ويخفف التوتر.
الحذر من الإفراط في استخدام الأدوية دون استشارة طبية.
الختام
القلب هو مركز الحياة، وصحته تنعكس على كل خلية في أجسامنا. ومن خلال التقدّم في إجراءات مثل القسطرة التداخلية، والنصائح الوقائية، يمكن لكل إنسان أن يمنح نفسه فرصة لحياة أطول، وأكثر جودة.
الدكتورة ندا علي تؤمن أن الطب لا يقتصر على التشخيص والعلاج فقط، بل هو رسالة توعية، وحماية للإنسان من المخاطر قبل وقوعها