سها البغدادي
يمثل الجيش المصري أحد أعمدة الدولة المصرية عبر التاريخ، ليس فقط كقوة دفاعية، بل كرمز للهوية الوطنية والصمود والتضحية. فمنذ فجر التاريخ، لعب الجيش المصري دورًا حاسمًا في حماية الوطن والحفاظ على استقلاله، بداية من طرد الهكسوس في عهد الفراعنة، مرورًا بمعارك العصور الإسلامية، وحتى الانتصارات المعاصرة مثل نصر أكتوبر المجيد. وفي العصر الحديث، واصل الجيش المصري أداء دوره البطولي، بالتوازي مع جهود تطوير قدراته القتالية وتحديث منظوماته العسكرية، ليصبح من أقوى الجيوش في المنطقة. كما ساهمت الشرطة المصرية بدور بطولي في حفظ الأمن الداخلي، خصوصًا في مواجهة الإرهاب. وفي ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهدت القوات المسلحة والشرطة طفرة نوعية في التسليح والتدريب، مع إنشاء وحدات متخصصة كـ”الجايز” و”البلاك كوبرا”، ما يؤكد إيمان الدولة العميق بأهمية القوة لحماية الحق والوطن.
بطولات الجيش المصري منذ الفراعنة
يعتبر الجيش المصري من أقدم الجيوش في التاريخ، حيث يرجع تأسيسه إلى الدولة القديمة في عهد الفراعنة.
الملك أحمس أول من أعاد تنظيم الجيش لطرد الهكسوس، ويعد من أعظم القادة العسكريين في التاريخ المصري.
الملك تحتمس الثالث قاد أكثر من 17 حملة عسكرية وأسس أول إمبراطورية مصرية امتدت من نهر الفرات حتى الشلال الرابع في النوبة.
رمسيس الثاني خاض معركة قادش الشهيرة ضد الحيثيين، وهي من أول المعارك التي دُوّنت تفصيليًا على جدران المعابد.
الجيش في العصور الإسلامية والحديثة
خلال العصر الإسلامي، كان للجيش المصري دور كبير في حماية الدولة الإسلامية، ومنها معركة عين جالوت ضد المغول بقيادة الظاهر بيبرس.
في العصر الحديث، كان الجيش في طليعة الثورات ضد الاحتلال، مثل ثورة 1919 وثورة 1952 بقيادة الضباط الأحرار.
حرب أكتوبر 1973 تعد من أبرز بطولات الجيش، حيث استطاع العبور العظيم لقناة السويس وتحطيم خط بارليف، بقيادة الزعيم أنور السادات والفريق سعد الدين الشاذلي واللواء عبد المنعم رياض.
تطور السلاح وتسليح الجيش
مر الجيش بتحديثات كبيرة في التسليح بداية من العجلات الحربية فى عهد الفراعنة و السلاح السوفيتي إلى تنويع المصادر (أمريكية، فرنسية، ألمانية، روسية، محلية).
مصر أصبحت تمتلك منظومات صاروخية متطورة، غواصات حديثة، طائرات رافال وإف-16، وحاملات مروحيات مثل الميسترال.
توسعت مصر في الصناعات العسكرية المحلية، مثل إنتاج المركبات القتالية والعربات المدرعة والأسلحة الخفيفة.
قوة استبسال الجندي المصري وإيمانه بحقه
الجندي المصري معروف بشجاعته وصبره وإيمانه بوطنه، وهذا ما ظهر في كل الحروب من الفراعنة حتى مكافحة الإرهاب.
شعار “يد تبني ويد تحمل السلاح” يجسد عقيدة الجندي المصري الحديث.
خامسًا: شخصيات مؤثرة في تاريخ الجيش المصري
أحمس – تحتمس الثالث – رمسيس الثاني
صلاح الدين الأيوبي – الظاهر بيبرس
أحمد عرابي – جمال عبد الناصر – أنور السادات – حسني مبارك
الفريق عبد المنعم رياض – الفريق الشاذلي – المشير أبو غزالة ـالمشير حسين طنطاوي ـ المنسي وجنوده
مكافحة الإرهاب في العصر الحديث
خاض الجيش والشرطة حربًا شرسة ضد الإرهاب في سيناء ومناطق أخرى من الجمهورية، في عمليات مثل العملية الشاملة سيناء 2018.
سقط العديد من الشهداء في الدفاع عن المدنيين وحماية الأمن القومي.
دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في تطوير الجيش
اهتم السيسي بإنشاء قواعد عسكرية استراتيجية مثل قاعدة محمد نجيب، وقاعدة 3 يوليو البحرية.
أسس جهاز الخدمة الوطنية لتطوير الاقتصاد العسكري.
تم إنشاء قوات خاصة نوعية لمكافحة الإرهاب مثل:
قوات GIS: نخبة في مكافحة الإرهاب وعمليات الإنقاذ.
قوات البلاك كوبرا: وحدة قتالية متقدمة في وزارة الداخلية، متخصصة في اقتحام البؤر الإجرامية والإرهابية.
دعم التصنيع المحلي للسلاح ورفع كفاءة الضباط والجنود بالتدريب المشترك مع جيوش العالم.
لقد أثبت التاريخ مرارًا أن الجيش المصري كان ولا يزال الدرع الواقي لهذا الوطن، والسند الحقيقي لشعبه في مواجهة التحديات والمخاطر. من ساحات المعارك القديمة إلى ميادين مكافحة الإرهاب الحديثة، ظل الجندي المصري مثالاً في الشجاعة والصبر والإيمان بقضيته. ومع ما شهده من تطوير شامل في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبح الجيش المصري قوة إقليمية يُحسب لها الحساب، قادرة على حماية الأمن القومي وتحقيق الاستقرار. كما لا يمكن إغفال دور الشرطة المصرية التي وقفت جنبًا إلى جنب مع الجيش في محاربة الإرهاب والجريمة، مؤديةً رسالتها الوطنية بكل كفاءة واقتدار. وهكذا، تظل المؤسسة العسكرية المصرية عنوانًا للفداء والكرامة، وسندًا قويًا للدولة في حاضرها ومستقبلها.