بقلم / أسماء مهنا
التعايش السلمي هو عبارة عن قيام تعاون وثيق بين أفراد المجتمع الواحد وكذا بين جميع أفراد المجتمعات على أساس من التفاهم وتبادل المصالح الاقتصادية والتجارية والنظر إلى العالم كقرية صغيرة وأن تقبل الآراء والتفاهم والعيش المشترك يحصن المجتمع من المخاطر المحيطة به وبأفراد المجتمع ولا يمكن للإنسان أن يعيش مع نفسه دون أن يختلط مع بقية المجتمعات الأخرى كالمجتمعات التي لا تؤمن بدينه ولا تؤمن بمذهبه ولا تؤمن بطائفته فكيف له أن يعيش في توافق وسلام مع الجميع بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين أو المذهب أو الفكر ما لم يؤمن بالعيش الكريم المنبثق من السلام والتسامح. التعايش السلمي ينبغي أن ينطلق مع الثقة والاحترام المتبادل والرغبة الحقيقية في تعاون مثمر من أجل النهوض بالمجتمعات ومن أجل النفع العام.
ديننا الحنيف جسد أبرز معاني التعايش السلمي في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم «قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا» هذه الآية تجسد أبرز أنواع التعايش بين الأديان والطوائف والأعراق والثقافات وهو بلا شك إقرار بحق الآخرين في التمتع بحقوقهم وحرياتهم وتنوعهم الثقافي وهو سمو بالنفس البشرية وترفعها عن الصغائر والإساءة إلى الآخرين والتسامح والعفو وقبول الآخر، والعيش بسلام وتعايش وأن التسامح له آثار إيجابية كبيرة تنعكس على البنية الأساسية لأي مجتمع فالتسامح والاحترام المتبادل بين الأديان والطوائف والمذاهب فيه استقرار وثبات المجتمع ويغيب في هكذا مجتمعات مستقرة التحزب والتعصب كما يؤدي إلى التوافق الاجتماعي والفكري وتحقيق مكاسب مشتركة سواء على الصعيد المجتمعي أو الاقتصادي أو التجاري فواجب أفراد المجتمعات رص الصفوف والجهود من أجل البناء لا الهدم ومن أجل التشييد لا التخريب، يسعى التعايش السلمي لتحقيق مقومات الحياة المشتركة بين الأفراد، وترسيخ المصالح العامة للمجتمعات، كما يعمل على نشر الإيجابية، والتلاحم بين الناس، الأمر الذي يحفز من نمو المجتمع، ونجاحه، ويتم ذلك عندما يستخدم كل شخص مقوماته الشخصية، والفكرية، وتوظيفها بكل ما يؤدي إلى خدمة المجتمع وتطوره.