كتبت دينا شرف الدين
«تكريمًا لشهر التاريخ العربي الأمريكي، نسلط الضوء على الدكتورة تهاني عامر المصرية الأمريكية.
نشأت تهاني في القاهرة وهاجرت إلى الولايات المتحدة في سن السابعة عشرة»، كانت شغوفة بالرياضيات ولكنها لم تكن تتحدث الإنجليزية حين التحقت بأول فصل في حساب التفاضل والتكامل في أمريكا ومع ذلك، كانت تحصل على أعلى درجة في الفصل، كان هدف تهاني أن تكون مهندسة، وهو ما تنسبه عندما كانت طفلة، إلى مشاهدتها لوالدها وهو يعمل على إصلاح محرك سيارته ، حصلت تهاني على درجة الزمالة أثناء رعاية طفليها، ثابرت تهاني، وحصلت على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، وماجستير في هندسة الطيران، ودكتوراه في الهندسة».
وتعمل الدكتورة عامر حاليًا كمديرة برامج في وكالة ناسا، حيث ابتكرت وحصلت على براءة اختراع لاختراع يقيس مقدار التوصل الحراري للرقائق، والتي لها تطبيقات في الترانزستورات والطلاءات الضوئية وتحويل الطاقة الكهروحرارية.
بالإضافة إلى مسيرتها المهنية المذهلة مع وكالة ناسا، حيث تؤمن الدكتورة عامر بأهمية رد الجميل ، فشاركت في العديد من برامج خدمة المجتمع، بما في ذلك «يوم الرعاية» التابع لوكالة ناسا ويوم التنوع ونوادي العلوم بعد المدرسة.
و في عام 2014، فازت الدكتورة عامر بجائزة الخدمة العامة من وكالة ناسا لتفانيها في تعزيز دور النساء والملونين في العلوم >>.
كانت السطور السابقة من نص البيان الرسمي الذي أصدرته السفارة الأمريكية في القاهرة تقديراً و إحتفاءً بالعالمة المصرية الدكتورة تهاني عامر.
التي تعتبر أول إمرأة مصرية وعربية وأفريقية تنضم للعمل في “وكالة ناسا” حيث انضمت إلى ” ناسا” عام 1992، فعملت في مشروع “أنفاق الرياح” الذي يقوم بقياس تأثيرات الرياح على المركبات الفضائية، كما تقلدت عدة مناصب في الوكالة وهي:
(كبيرة التقنيين بين 2016 و2018، ومستشارة مدير التخطيط والتكامل الاستراتيجي، ومديرة هيئة الرقابة والتقييم بين 2912 و2016).
كما حصلت عام 2001 علي براءة اختراع لنظام قياس الموصلية الحرارية لسائل غير سميك، والذي استخدم في حساب معادلات في مشروع “أنفاق الرياح”.
حاصلة على دكتوراه في هندسة الفضاء الجوي عام 2011 من “جامعة أولد دومينيون” في الولايات المتحدة، وماجستير في هندسة الفضاء الجوي عام 1994 من ذات الجامعة، وماجستير في منهجية ستة سيجما عام 2007 من “جامعة فلانوفا”، وبكالوريوس في الهندسة المكيانيكية عام 1992 من “جامعة أولد دومينيون”.
{عن الدكتورة تهاني عامر}
– في عمر الـ 17 عاما، وبالتحديد عام 1983، سافرت الدكتورة تهاني مع زوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، دون أن تستكمل دراستها، ولكن دفعها شغفها وحبها للرياضيات إلي دراسة العلوم لمدة عامين هناك، و الذي جاء متزامناً مع إنجاب وتربية الأطفال، وكانت قد تلقت تعليمها الأساسي في مصر.
–
– بعد تخرّجها من الجامعة حصلت تهاني على عدة عروض للالتحاق بالعديد من المؤسسات، من بينها وكالة ناسا التي شاركت فيها ببرنامج تدريبي قبل التخرج. وأشارت إلى أن عرض الوكالة المالي لم يكن هو الأفضل، ولكنها آثرت الانضمام لما لهذا الكيان من قدر معنوي في قلبها.
–
– وحصلت الباحثة والأكاديمية على العديد من البعثات من خلال عملها في ناسا حيث تخرجت من جامعة “هارفرد” وبرنامج “وارتون للتعليم التنفيذي” وجامعة “فيلانوفا” كما حصلت على ماجستير في هندسة الطيران والفضاء ودكتوراه الهندسة من جامعة “أولد دومينيون” في نورفولك بولاية فيرجينيا.
-تقول الدكتورة تهاني عن اختراعها :
( يستخدم هذا القياس في النمذجة الحرارية للعديد من التقنيات لتحديد موقع انتقال الطبقة الحدودية على النماذج التي يتم اختبارها في أنفاق الرياح ، و حاليًا أساهم في عملية التقييم المستقل لوكالة ناسا لبرامج ومشاريع الوكالة من خلال العمل كعضو في مكتب تقييم البرنامج المستقل، وهو جزء من مكتب التقييم التابع للوكالة).
– و عن أنشطتها الإجتماعية تقول :
( أشارك في برامج المساجد لتعليم الشريعة الإسلامية واللغة العربية للأطفال الصغار، وبعد 11 سبتمبر، ساهمت في مجتمعي في هامبتون رودز في فيرجينيا، من خلال المساعدة في تثقيف وسد الفجوة التي لدى العديد من الأمريكيين في فهم دين الإسلام).
و بدون شك ، فتحت مسيرة المهندسة المصرية آفاقا جديدة، لعديد من الفتيات والنساء، لما فيها من تعبير واضح على أن المرأة العربية والمحجبة قادرة على تحقيق طموحاتها العلمية.
– وعن الحجاب تقول عامر:
“يوجد العديد من العاملين المسلمين في ناسا، ولكن لم أعتد رؤية المحجبات منذ التحاقي بها حتى اليوم، لا يزال الحجاب غير مألوف بأروقة المكان ، كنت أشعر أنني مختلفة كامرأة ملونة ومحجبة، لكنني لم أخشَ من تأثير حجابي عند التقدم للمقابلات الوظيفية، بل كنت أضع نصب عينيي التزامي الديني والحمد لله، و بعد أحداث 11 سبتمبر/2001، “أخبروني أن هناك فتاوى تبيح خلع الحجاب حتى لا نتعرض للأذى، فرفضت وتمسكت بقيمي وعلاقتي بالله لأنها أولوياتي. وبالفعل لم يثنني الحجاب عن أي شيء يستدعي خلعه كما نصحني البعض”.
– و عن تربية أولادها بالمجتمع الأمريكي تذكر الدكتورة تهاني:
أنها اتبعت أسلوب تربوي يعتمد على استقلال أولادها ومشاركتهم في الأعمال المنزلية، وهو ما انعكس على شخصيتهم لاحقا، و الذي كان سبباً هاماً في توفير مساحة زمنية تتيح لها المشاركة في العمل التطوعي، وخاصة الأنشطة المجتمعية الإسلامية بالولايات المتحدة حيث تطوعت كمعلمة في المسجد ليوم أسبوعيا منذ أعوام. حيث كانت هذه التجربة بمثابة إضافة كبيرة ساهمت في الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية لأولادها الأربعة.
ولم تثنها حياتها المهنية المزدحمة عن متابعة مسيرة أولادها الرياضية أو انخراطهم في المجتمع الأميركي، بل على العكس تقول إن العيش في المجتمعات المختلفة ساهم في إثراء وتعزيز قوتها وقوة أبنائها الذين كان اختلافهم مصدر قوة لهم، وهو ما تشعر به دائما بأن اختلافها في اللون والحجاب والثقافة يميّزها وأن تفوقها الأكاديمي يفرض نفسه على من يرى غير ذلك.
إلي لقاء غير منقطع مع نموذج جديد للتريند المصري