صدى الأخبار
كتبت :- سحر عدلى
إزدادت فى الآونة الأخيرة ظاهرة إنتشار التدخين وخصوصاً وإن شركات التدخين كثفت حملاتها الإعلامية لتحسين صورتها ولكى تبعد فى نفس الوقت الأذهان عن بشاعتها ومخاطرها ومن المعروف إن الدخان يحتوى على مجموعة كبيرة من المواد السامة لجسم الإنسان مثل النيكوتين والرصاص الثقيل ومادة القطران وتؤدى هذه المواد إلى أمراض كثيرة وخطيرة كأمراض القلب والجهاز التنفسي وهشاشة العظام والسرطان وربما تؤدى إلى الوفاة مباشرة
ويرى المُدخن بإن التدخين عادة طبيعية على سبيل المتعة أو تفريغ التوتر أو الغضب أو غيرها من المشاعر السلبية إضافة إلى إن التدخين يعتبر تقليد أعمى حيث يقلد المدخن أبيه أو أخيه أو عمه أو صديق له ويرى بعض المراهقين بإن التدخين سمة من سمات الرجولة والأشخاص الناضجين وكذلك يعتقد البعض إن التدخين يساعد فى التخلص من السمنة وبإستعراض سريع لبعض أضرار التدخين نجد إنه يؤدى إلى :-
١- التدخين يؤدى إلى جفاف الفم والحلق مما يساعد على إحتمالية إصابة اللثة والفم بالميكروبات والفطريات والسعال الشديد يصاحبه خروج إفرازات صفراء أو تميل إلى السواد وتعرف هذه الإفرازات بإسم ( البلغم ) .
٢- كما يؤدى إلى تركز أول أكسيد الكربون فى الجسم وهو أحدالغازات السامة التى تلتصق بالهيموجلوبين فى الدم والتى لا تسمح له بحمل الأكسجين بالدم مما يؤدى لصعوبة فى التنفس والحالات المزمنة كما يسبب أول أكسيد الكربون سرطان مختلفة كالرئة والبنكرياس والمرئ والمثانة نظراً لإن هذا المركب يتم إمتصاصه عن طريق الدم و الأغشية المخاطية المبطنة للفم والجهاز التنفسى ليصل لجميع أجزاء الجسم .
كما أثبتت الدراسات التحليلية والطبية الأخيرة إن التبغ يحتوى على بعض المواد الضارة نستعرض بعض منها وهى :-
أولا :- النيكوتين وهى مادة صفراء منبهة للجهاز العصبى موجودة فى جسم الإنسان بنسبة بسيطة لتعمل على تناسق وظائف الجهاز العصبى وعندما يبدأ الشخص بالتدخين يحل نيكوتين السجارة مكان نيكوتين الجسم الطبيعى ويعتمد عليه وكلما زاد عدد السجاير كلما يصعب على المدخن الإقلاع عنها .
ثانيا :- القار وهو من المواد الخطيرة جدا على صحة الإنسان لإنه مادة عازلة بين جدار خلايا الجهاز التنفسى والشعيرات الدموية المحيطة بها فيمنع تبادل الغازات ويقلل من كفاءة تبادل الأكسجين بين الخلايا والدم والتخلص من ثانى أكسيد الكربون مما يؤدى لضيق التنفس .
ثالثا :- الكحول ولكى يبقى التبغ مشتعلاً يتم تخميره مسبقاً فى الكحول لمدة لا تقل عن شهر وهو الأمر الذى يؤدى إلى تشبع التبغ بالكحول وكلنا يعلم مدى ضرر الكحول لجسم الإنسان .
كما ثبت إن دخان التبغ يحتوى على أكثر من ٧٠٠٠ مادة كيميائية بما فى ذلك مئات المواد السامة وحوالي ٧٠ مادة يمكن أن تسبب السرطان ومنها ( القطران ) و هو عبارة عن مادة تصبح لزجة فى الرئتين وتحتوى على العديد من المواد المسببة للسرطان .
وتتلخص أضرار التدخين مهما إختلفت أنواعها بتأثيرها بشكل أو بأخر على أجهزة الجسم خاصة القلب والأوعية الدموية حيث يحدث ضيق فى التتفس وزيادة معدل ضربات القلب وسرعة التنفس والمعروفة بالنهجان وقد يحدث أزمات قلبية وذبحة صدرية وسرطان فى الرئة والحنجرة وتجريف الفم والبنكرياس والمثانة وسرطان فى الدم فضلاً عن إن تأثير التدخين لا يقتصر على المدخن فقط بل على المحيطين به حتى إن لم يكونوا مدخنين أساساً تأثيراً سلبياً فهو يؤدى إلى الموت المفاجئ للطفل وضيق فى التنفس وأزمات صدرية وسعال وإلتهابات وإضربات فى الأذن الوسطى كما يؤدى إلى زيادة إحتمالات الإجهاض والنزيف وتسمم الحمل وإنزلاق المشيمة والولادة المبكرة بالإضافة إلى أمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية كما يزيد من تجاعيد الوجه بسبب نقص الأكسجين وتغير فى نبرة الصوت وعلى المستوى المادى والإجتماعى إن التدخين يستقطع جزء من ميزانية الأسرة والتى قد تكون فى أمس الحاجة إليها ومن الناحية الدينية قال الله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك أما أن يحذيك أو تبتاع منه أو تجد منه ريحا طيبا ونافخ الكير أما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثا كما قال لا ضرر ولا ضرار
لذلك يجب الإقلاع عن هذه العادة السيئة لما فيها أهدار للصحة والمال ونحن محاسبون عليهم يوم لا ينفع مال ولا بنون وتتم بالإرادة والعزيمة فى المقام الأول والأخير بعد إتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين نهائيا و عدم تبديلها بأى نوع آخر والتركيز على إستبدالها بممارسة الرياضة والفواكهة والخضروات والإبتعاد عن المدخنين بقدر الإمكان مع الوضع فى الإعتبار بإنه قد يحدث بعض الأعراض المصاحبة لعملية التدخين خاصة فى أولها كالصداع الضيق والعصبية قلة النوم عدم القدرة على التركيز وإزدياد الشهية والإفرازات التى تخرج من الصدر لإن الجسم يبدأ فى طرد المواد الضارة ومن ثم فعليك أن تختار اما أن تعيش حياتك بإسلوب صحيح أو أن تتحمل مسئولية إختيارك ومحاسبة الله لك فى إهدارك لصحتك وصحة الأخرين .