صدى الأخبار
بقلم / د.جيهان رفاعى
نعانى نحن مسلمى الحداثة من الفراغ الروحاني، نفتقد لروح الاسلام القائم على التفكير و التدبر، نادرا ما تفكرنا فى عقائدنا، فقد حفظنا التوحيد ولكن لم نفهمه وقرأنا القرآن ولكن لم نتدبره، نحن مسلمون اجوفون لا معنى حقيقى وراء ركعاتهم وسجداتهم، نحن مسلمون العادات، فهناك هوة كبيرة بين روح الاسلام وبين شعائره مما يضعنا فى مفترق الطرق بالإضافة إلى الاستعمار الثقافى واللغوى الذى دمر ما تبقى منا وكذلك الركود الفكرى والعقائدي والفقهى، نحن عالقون فى أعوام ما بعد الهجرة بقليل ولا توجد محاولات حقيقية لإشعال الروح الدينية فينا، نتجه إلى منزلق توهان الإنسان الغربى الذى خلفته فلسفات التفكك وعصر الحداثة فقد قامت بتعرية الإنسان من جوهره و شوقه إلى خالقه وسلبته حقه الاصيل فى التدين، أصبحت الفلسفة الحديثة قائمة على الحب والعواطف الإنسانية وليس الحقوق والواجبات لذلك يلهث الإنسان الحديث نحو الحب مع فقد للتقاليد والسند الايمانى العظيم لذلك فهو انسان هش بروح عارية تقتله الإخفاقات العاطفية، أصبح الجيل الحالى لا تحلو له الحياة بدون الحبيب المقدس لأن الحب يصنع معنى لحياته الفارغة، ويشيع الاعتقاد أن الحياة الخالية من العشق لا تستحق العيش و هذا ما نلاحظه الآن من خيبات أمل الفتيات والفتيان و فراغهم وربما انتحارهم أو اقتتالهم بسبب غياب العلاقة مع الحبيب، نرى أبناء الجيل الحالى يركض وراء الرغبات والشهوات بسبب النشوة التى تمنحهم إياها العلاقات الواهية، ويتضح ذلك جليا فى مؤسسة الزواج بعد أن كانت قائمة على اعتبارات اجتماعية وعائلية أصبحت الآن قائمة على الحب المؤقت والمصلحة لذلك يواجهه الأزواج الآن مشكلة استنزاف الرغبة واللهث المتواصل وراء الرومانسية الشهوانية مما أدى إلى انتشار المجون و الإنحلال وعلاقته العكسية مع الإتزان الروحى والدينى مما يؤدى إلى الطلاق وما يتبعه من شتات الأبناء واختلال البناء الأسرى والتربوى ورفض التقاليد والعقائد مما يلخص تفكير الإنسان فى نفسه و ينحصر فى صيغة مكانية بين ابعاد الوجود المرئى و التمركز حول الإنسان.
يا بشر لابد أن نعلم أننا خلقنا لأمر عظيم، فكل إنسان على هذه الأرض مستخلق لمهمة ما .. عليه إنجازها و لا يهم متى، بأول العمر أو آخرة طالما بوصلته نحو الطريق الصحيح.