كتب بهاء النجريدى
سؤال مهم جدًا !!!!!!!! يطرح كثيرًا في النقاشات الفكرية والسياسية هل كل فكر ومذهب معارض هو إرهابي ولابد من شيطنته
خاصة في المجتمعات التي تمر بتحوّلات أو أزمات
الإجابة بسيطة وتحتاج إلى علم وليس فرض فكر على الآخر ، فليس كل معارض لفكر أو منهج يُعتبر خائنًا أو خارجًا عن الوطنية أو إرهابيًا …
.. فالمعارضة ليست خيانة .. والاختلاف في الفكر والمنهج هو أمر طبيعي في أي مجتمع حي في الدول الديمقراطية ، والمعارضة جزء من النظام السياسي ، بل تُعتبر ضرورية لتحقيق التوازن والمساءلة .. والخيانة هي العمل ضد مصلحة الوطن لصالح جهات معادية بشكل متعمد ، وليس مجرد الاختلاف في الرأي أو الفكر.
فالوطنية لا تُقاس بالاتفاق مع السلطة أو الفكر السائد ، والوطنية تعني الإخلاص للوطن والعمل من أجل مصلحته وكرامة شعبه.
… أحيانًا ، المعارضون هم أكثر الناس حرصًا على الوطن ، لأنهم ينتقدون ما يرونه خللاً بهدف الإصلاح لا التخريب.
…. أما الإرهاب شيء مختلف تمامًا ….الإرهاب هو استخدام العنف ضد الأبرياء لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو أيديولوجية. أما المعارضة الفكرية أو السلمية فهي حق مشروع، يكفله الدين والعقل والمواثيق الدولية.
وهنا يجب أن نفرق بين … وهو سؤال يجب على العقلاء الذين يكتبون وينشرون دون علم وثقافة بما يكتبونه أن يعلموا ….
…… متى يُعتبر الشخص خارجًا على النظام أو القانون؟
إذا تحوّل من التعبير السلمي والنقد البناء إلى التحريض على العنف ، أو التعاون مع أعداء الوطن ، أو التخريب المادي والمعنوي المُمنهج.
في ختام مقالتي أود أن أوضح أنه : لا يجب خلط المعارضة والرأي الآخر بالخيانة أو الإرهاب ، فبهذا الخلط تُقتل حرية الرأي، ويتحول المجتمع إلى حالة من الجمود والقمع والتخوين والتخويف وفي هذا هدم للمجتمع ونواميسه ، وهذا ما يضر بالوطن أكثر مما ينفعه.
بهاء النجريدي
أستاذ البحوث القانونية والاعلامية