كتبت: هبة إسماعيل
لم تعد المخدرات أزمة فردية، بل تهديدًا مباشرًا لأمن المجتمع واستقرار الأسرة؛ إذ يرتبط انتشارها بارتفاع معدلات الجريمة والطلاق وتزايد انحرافات جديدة تُفكك البنية الاجتماعية بصمت.
لكن السؤال الذي يجب أن نواجهه بإنصاف: هل المدمن منحرف؟
نادرًا ما يبحث الإنسان: كيف يصبح مدمنًا؟ غالبًا ما يقع فريسة لظروف وتجربة تبدو بسيطة… ثم تُغلق عليه الدائرة
كثير من حالات الإدمان تبدأ من تجربة عابرة أو ضغط نفسي أو فراغ أو رفقة سيئة، ثم تتحول سريعًا إلى اعتماد قهري يُفقد الإنسان السيطرة. هنا يصبح المدمن في حالات كثيرة ضحية قبل أن يكون مُدانًا.
الخطر الحقيقي هو الإنكار. فالتجاهل يقود لمشكلات أكبر، بينما يظل التعامل مع الإدمان غالبًا سطحيًا: نطارد النتائج ونترك الأسباب، مع أن الحلول المؤقتة ليست إلا “مسكنات” تفقد مفعولها مع الوقت.
ومواجهة الإدمان لا تنجح إلا بخطة متكاملة تقوم على:
• تجفيف المنابع وملاحقة شبكات الترويج بجدية، مع سؤال ضروري بعد كل ضبط: من وراء هذا التوسع؟
• توعية عملية لا شعارات: تثقيف الأسرة كيف تحمي أبناءها، وكيف تكتشف العلامات المبكرة دون عنف أو فضيحة.
• علاج متاح وآمن وسري: لأن وصمة المجتمع قد تدفع الأسر لإخفاء المشكلة بدل حلّها.
الإدمان لا يُهزم بقرار لحظي، بل بمنظومة كاملة.
والاعتراف بالمشكلة هو البداية الوحيدة الممكنة للحل













