صدى الأخبار
كتب: محمد عطفي
صدر مؤخرا للكاتب والمؤلف المصري دكتور نزيه محمد القلاوى استاذ القانون الدولي العام والمنظمات الدولية بكلية الحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم وعضو اتحاد الكتاب وعضو الجمعية المصرية للقانون الدولي وعضو الهيئة العدلية الدولية لتسوية المطالبات والتحكيم المؤلف الرابع تحت عنوان حقوق وحريات اللاجئين في ضوء التشريعات الدولية والشريعة الإسلامية دراسة تحليلية تأصيلية مقارنة تقديم فقيه القانون الدولي سعادة الاستاذ الدكتور السفير احمد محمد رفعت استاذ القانون الدولي ورئيس جامعة بنى سويف وسفير مصر فى اليونيسكو سابقا حيث اشاد سيادته بالمؤلف والكاتب وقد مرحبا بتقديم المؤلف الجاد والباحث المتميز الاستاذ الدكتور/نزيه محمد القلاوى الذى استطاع من خلال هذا المؤلف أن يضيف الكثير إلى المعرفة الإنسانية ويأخذ مكانه بقوة إلى المكتبة القانونية ،وهذا يرجع إلى أهمية القضايا والآراء التي رصدها المؤلف بكل دقة ويعالجها بكل موضوعية، ملتزما بمنهجيه عالية فى التناول والعرض والتحليل .
ويشمل المؤلف أربعة فصول عرضت في مجملها للجوانب المختلفة ذات الصلة لشئون اللاجئين واوضاعهم ،وذلك على المستويين النظري والتطبيقي ودور مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، كما تناول المؤلف حقوق وحريات اللاجئين في ضوء الشريعة الإسلامية.
ويكتسب الكتاب مشروعية تأليفية من خلال هذا التنوع الثرى من القضايا والأحداث والاحكام التي تناولها الباحث ،مما جعل كتابه يتصف بثقافة قانونية رفيعة . كما يعد الكتاب إضاءة جادة وكاشفة لرؤى ثقافية قانونية واجتماعية من موضوع من أهم الموضوعات التي تشغل المجتمع الدولي والإقليمي والمحلى ،مما يجعل للكتاب قيمة معرفية جادة في الدراسات القانونية الدولية والاجتماعية .
ولا شك أن هذا الكتاب يعتبر إضافة قيمة للمكتبة العربية ،ويفتح النوافذ للحوار الهادف البناء، حول موضوع من أهم الموضوعات التي تشغل الرأي العام العالمي .
تناول القلاوى فى مقدمة كتابه اهمية حقوق وحريات اللاجئين في ضوء التشريعات الدولية والشريعة الإسلامية – كحقل للدراسة النظرية وكميدان للممارسة العملية، تعد المسائل المتعلقة باللاجئين من أهم القضايا المطروحة على الساحة الدولية، حيث يحتل القانون الدولي للاجئين قيمة خاصة بوصفه أحد الآليات المحورية لحماية حقوق الإنسان، ولاسيما على الصعيد الدولي .
ولقد ازداد الاهتمام بقضية اللجوء واللاجئين بصفة خاصة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية ،حيث تتعدد القواعد الدولية التي تنظم مسألة اللاجئين، بعضها وردت في العديد من الوثائق الدولية ذات الطبيعة العامة، كما أن هناك العديد من المعاهدات المتخصصة التي أبرمت من أجل لتنظيم أوضاع اللاجئين وحمايتهم، وبخاصة أن مسألة اللجوء من المسائل المعقدة ،على المستوي العالمي ،حيث ادى بذلك الى مضاعفة اللجوء إلى التعاون الدولي وذلك للعديد من الاعتبارات الإنسانية التي تتفق ومفهوم القانون الإنساني .
وبذلك يمثل الدفاع عن حقوق اللاجئين مجالا من أبرز المجالات التي اهتمت بها الشرعية الدولية في معرض وضعها لضمانات حقوق الانسان ومواجهة نتائج إنكارها وانتهاكها، وإذا كانت قضايا حقوق الانسان تمثل لدى المتهمين بها أهمية خاصة فأن قضية اللجوء واللاجئين تمثل اهمية أكبر بسبب تزايد ظاهرة انتهاك حقوق الإنسان، والجماعات واتساع دائرة اللاجئين ووصولهم إلى الملايين من البشر يتدفقون على البلدان المجاورة بهدف الحصول على لجوء آمن.
وعلى الصعيد الشرعي فلقد تطرق الفقه الإسلامي إلى بيان الأحكام المتعلقة بشئون الدين والدنيا، كما أنه تطرق إلى تنظيم الأمور الدنيوية في كافة الظروف سواء في الحرب، أو السلم، والإسلام سباق في هذا المضمار لكافة القوانين الوضعية اللاحقة، ومنها قواعد وأحكام القانون العام التي تتعلق بالعلاقات فيما بين جميع الأفراد سواء كانوا حكام أو محكومين، كما أن للإسلام موقع الريادة في تنظيم الأمور المتعلقة بكافة الطوائف المتعلقة بالجماعات والشعوب، وذلك ليس بالأمر الغريب، ذلك أن الإسلام جاء تبياناً لكل شيء: ديني ودنيوي، وذات الأمر أكدته المصادر والمنابع المختلفة للشريعة الإسلامية الغراء، وعلى ذلك يقول الله تعالى:”ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلاَمَ دِيناً”( ).
كما يقول الله تعالى في سورة النحل: “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ”( )، كما يقول جل ذكره “وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ”( ).
كما عني الإسلام بصفة خاصة بطائفة اللاجئين، حيث تطرق الفقه الإسلامي إلى بيان أحكام اللجوء، حيث استنبط فقهاء المسلمين العديد من القواعد التي تتناول كيفية معاملة اللاجئين الوافدين إلى دار الإسلام، وضمنوا تلك المبادئ، وما تضمنته من أحكام في مباحث ومسائل “عقد الأمان”، وبخاصة أن ذات العقد يساهم في تنظيم دخول غير المسلم إلى بلاد الإسلام والمسلمين، علاوة على أن ذات العقد يحدد شروط وضوابط كثيرة تتعلق بشخص المستأمن، والغرض الذي يريد الدخول من أجله، وبيان المدة التي تمنح له، كما أنه يتطرق إلى كافة الحقوق التي تثبت له، بجانب الواجبات والالتزامات التي تقع على عاتقه، وجزاء إخلاله بتلك الالتزامات، وغيرها من المسائل الفقهية التي تساهم في تنظيم لجوء المستأمنين إلى بلاد المسلمين.