كتبت:زيزي ضاهر
في ظل ما يعيشه اللبنانيون من تراجع في صحتهم النفسية نتيجة الأوضاع التي يمرون بها في الحرب الدائرة، ما يؤثر أيضاً على قدراتهم النفسية الحركية، تبرز أهمية متابعة هذا الموضوع ومعالجته والحدّ من تأثيره نظراً لما يمكن أن تتركه هذه المرحلة من آثار سلبية طويلة الأمد وتكون معرضة لأن تتفاقم إن لم تُعالج بالطريقة الصحيحة.
وفي متابعة للإضاءة على هذا الموضوع اعتبرت المعالجة النفسية الحركية إلسا معتوق أن التجارب الصادمة المرتبطة بالحرب تؤثر بشكل كبير على المهارات والأداء الإدراكي، حيث تظهر هذه التأثيرات من جوانب عدة أبرزها:
– الانتباه: قد يعاني الأفراد من صعوبة في التركيز، حيث تتداخل المشاعر السلبية والذكريات المؤلمة مع القدرة على توجيه الانتباه إلى المهام المطلوبة.
– الذاكرة: يمكن أن تؤثر الصدمات على القدرة على استرجاع المعلومات، مما يؤدي إلى مشاكل في التعلم وتذكر الأحداث.
– الكبت الذاتي: الأفراد قد يجدون صعوبة في كبت الانفعالات أو التصرفات غير الملائمة، مما يؤثر على سلوكهم الاجتماعي.
– التخطيط: قد تتأثر القدرة على التخطيط وصياغة الاستراتيجيات، حيث يصبح من الصعب تحديد الأهداف والخطوات اللازمة لتحقيقها.
– التكيف: التحديات في التعامل مع الضغوط اليومية وتطوير آليات تأقلم صحية قد تؤدي إلى تدهور الأداء العام.
واعتبرت إلسا معتوق أنه يمكن للعلاج النفسي الحركي أن يساعد الأفراد المتأثرين بالتجارب الصادمة من خلال تحسين المهارات الحركية وتعزيز التركيز والانتباه. كما شددت أن العلاج يساهم في تطوير الذاكرة والقدرة على التخطيط، كما يعمل على تخفيف التوتر والقلق من خلال الأنشطة الحركية. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الفرصة للتفاعل الاجتماعي، مما يعزز مهارات التواصل وبناء العلاقات.
وتختم معتوق مؤكدةً أن العلاج النفسي الحركي يُعدّ أداة فعالة لاستعادة القدرات الإدراكية وتحسين جودة الحياة.